DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جوائز بملايين الدولارات للشركات الأمريكية

جوائز بملايين الدولارات للشركات الأمريكية

جوائز بملايين الدولارات للشركات الأمريكية
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير من الدلائل القوية على ان الادارة الأمريكية صممت تنفيذ خططها الحربية في العراق، أنها تستعد لإجازة بعض الشركات بعقود لإعادة التعمير ـ بعد ابعاد صدام حسين ـ تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات. وتأتي في مقدمة الشركات التي ستحظى بهذه الصفقات (هاليبورتون) التي كان يترأسها في وقت ما نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ويبدو من بعض المصادر أن (هاليبورتون) حصلت على عقد مهم لإعادة أحياء حقول النفط العراقية، بعد الحرب. ويذكر في نفس هذا السياق أن شركات أخرى تتمتع بروابط قوية مع الإدارة الأمريكية حصلت كذلك على جوائز من هذا النوع، مثل مجموعة البناء العملاقة (بشتل) أو (لور كوربوريشن) ومجموعة (لويس بيرجية) التي تعمل أيضا في اعادة أعمار أفغانستان . وتحدثت بعض المصادر عن قائمة قصيرة تتكون من أسماء خمس شركات أميركية مفضلة، وهو على ما يبدو خيار وافقت عليه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وتتولى هذه الأخيرة انتقاء الشركات التي ستعمل في ميدان التعمير في ظروف مما بعد الحرب، وقد صرح ناطق باسمها قائلا (ان اختيار شركات أميركية لمشاريع يمولها دافع الضرائب الأميركي هو سياسة الوكالة. ويتعين بالتالي على الشركات الأجنبية أن تسعى مع حكوماتها إلى وضع مشاريعها الخاصة ) . ولا يحتاج هذا الكلام إلى شرح بشأن حقائق ما بعد الحرب التي يخلقها دائما المنتصرون الحاضرون في الميدان. فلقد كانت هذه هي العادة على الدوام في كل الحروب. ولن يتغير هذا الأمر إذا وقعت الحرب في العراق .. وقد دعت الوكالة الأميركية المذكورة آنفا الشركات الى تقدير ما يمكن أن تفعله من اعادة بناء واصلاح المرافق الصحية والموانىء والمدارس وغيرها من مؤسسات التعليم، مقابل عقد مقداره 900 مليون دولار. واعتبرت بعض الشركات هذه الدعوة غريبة شيئا ما، إذ أن الوكالة اقترحت المبلغ عوض أن تترك الشركات نفسها تقدر ما هي مصاريفها وما هي مكاسبها وبالرغم من ذلك، فإن الشركات الخمس الأميركية المفضلة قدمت جميعا خططها المفصلة من أجل اعادة التعمير . وسيكون على هذه الشركات أن تنفذ في أوجز الأوقات وأسرعها تلك الخطط ـ 18 شهراً على ما يقال ـ خاصة ما يتعلق منها بالتجهيزات الأساسية، والتي لها تأثير مباشر على الاقتصاد، مثل الجسور والطرقات، وسيكون عليها أيضا أن تقوم بإصلاح 15 بالمائة على الأقل من القوة الكهربائية العالية، وتقدم 550 مولدا كهربائيا للطوارىء، إلى جانب ترميم واصلاح أكثر من ألف مدرسة، في غضون شهرين فقط وهذه جميعها من شروط الصفقة واضافة الى البناء تتنافس الشركات خاصة في ميدان النفط الذي يعتقد الجميع ان مرابيحه هي الاهم وأن عقوده تقدر ببلايين الدولارات. وأهم من ذلك ما يقال عن وعي الإدارة الأميركية بأي موجات مضادة محتملة، كردود الفعل على الضربة العسكرية وعملية الاجتياح، إذ لا يمكن أن يذهب الأميركيون الى هذا الشوط من البرمجة والتحضير دون أن تكون لديهم خطط في حالة اندلاع اضطرابات مناهضة لهم داخل العراق نفسه. لذلك، تتحدث المصادر عن استعدادات خاصة بتوفير الغذاء والأشياء الضرورية للحياة اليومية باسرع وقت ممكن، كمياه الشرب والغسيل، وكذلك يتحدثون عن دفع رواتب للموظفين العاملين في ميداني الصحة والتعليم . وإلى ذلك، فليس من الواضح ما إذا كان الأميركيون سيتولون بأنفسهم إدارة الصناعة النفطية في الفترة الأولى مباشرة بعد الحرب، أم أنهم سيمكنون العراقيين من ذلك، أم أن (كونسورسيوم) دولي هو الذي سيقوم بهذه المهمة . ويجدر التذكير بأن هذه الخطط تهم بالخصوص تلك المرحلة المبكرة التي تعقب الحرب، لأنه ليس من المعقول مثلا أن نتصور أن 900 مليون دولار ـ وهو مبلغ الصفقة المذكورة أعلاه ـ قد تتجاوز في التنفيذ فترة 6 شهور. وعلى مستوى آخر، ينبغي أن نلاحظ كذلك أن كل هذه البرامج افترضت مسبقا حصول انتصار عسكري أميركي يعقبه خضوع العراق لنظام جديد، كما وقع في أفغانستان . هشام القروى