ولتكن هدنة؟
هل كنا في صراع وحرب أم في حالة وجدانية لم تصنعها إرادتنا بل صنعها غيرنا الحب والحرب هل الفارق بينهما حرف واحد(الراء) كما يبدو نطلق عليه حرف "الهدنة" ؟ أم فرق شاسع .. فالحرب تصنعها الارادة والمصالح والحب لا يصنعه أحد بل يدهمنا فجأة من حيث لا ندري ..
في الحرب اعداء وفي الحب اعزاء واصدقاء وشرفاء .. في الحرب حسابات ومقاييس وميزانيات .. وفي الحب لا حسابات ولا مقاييس.. بل فيض من المشاعر يتداخل بلا حسابات ويتجسد بلا مقاييس..
في الحرب خراب ودمار وعنف وسحق للانسانية وفي الحب بناء وأمل يتسامى ومودة وتسامح ..
نقيضان يجمعهما حرفان ويفرقهما حرف واحد.. حرف بمساحة الكون ليس مجرد هدنة بل دمار .. حرفين يحملان فيضا من الرقة والعذوبة والأمل,,
آلام الحرب بشعة وحارقة ومدمرة ,, وآلام الحب عذبة وشجية مهما كانت قسوتها ..
فهل نجعلها هدنة ؟
أي هدنة قاتلة تلك ... أليس في اللغة حروف أخرى طرية الملمس عذبة الألم .. جارحة النعومة؟
مابرحت أتالم من هذه الحروف .. افكر فيها مليا واتساءل هل كنا في صراع ... واقول ربما؟ وهل كان هذا الصراع لمقاومة هذا الغازي الرائع الذي اقتحم قلوبا عطشى للود والحب والانسانية والأمل.. واقول ربما؟
ما زلت اتساءل وانتظر اجابة شافيه تبعد عن مشاعري شبح الحرب الذي يحيق بنا ويتربص لا بمشاعرنا بل بحياتنا .
مرارة الفقد القاسية جسدت الكلمة وصنعت منها سياجا من الخوف والحزن والرعب ,,
ياه... كم نحن قساة على مشاعرنا اكثر من قسوة الآخرين
هل هي الحياة أم الظروف .. أم نحن..؟
اسئلة صعبة اتمنى ان لا تجيب عليها الحرب..
حنظله العبسى