عزيزي رئيس التحرير
غريب امر هذا التصريح وغامض ما تخبئه الايام لهذا الشعب العراقي الذي عانى من الحصار لمدة تقارب 13 عاما ثم يعقبه احتلال عسكري امريكي بريطاني لم نشهد له مثيلا لا في القرن المنصرم ولا في القرن 21 حيث اعقب هذا الاحتلال ما اعقبه والكل يعرف ماذا جرى للمؤسسات المدنية والدينية والاثرية والمكتبات العربية. لكن لا يلبث المرء ان يتوقف عند كلمة هذا الشخص الغريب على العراق (جي غارنر) وهو جنرال امريكي متقاعد تربطه علاقات وثيقة مع منظمة الايباك وكلنا يعرف ما هي منظمة الايباك. لكن كلنا لانعرف ولا نستخلص من تصريحات حاكم العراق الجديد جي غارنر انه لم يسلم العراقيين العراق ليحكموه الآن بأنفسهم ويقرروا مصيرهم ايضا بأنفسهم. بمعنى ان الجنرال اعلن ان العراق حاليا مستعمرة امريكية بينما ساسة البيت الابيض يقولون عكس تصريحات الحاكم المفروض منذ عدة ايام. ان رجل الشارع ليس العراقي فقط بل المسلم والعربي في قلق بشأن هذا الجزء الغالي من الوطن العربي الكبير. قلق على استغلاله وحريته وثرواته وعقوله وعلى كل حبة رمل في العراق.
اين الولايات المتحدة الامريكية التي كنا نعرفها بالعدل عندما احتجت على العدوان الثلاثي على مصر آنذاك واعطت الدولة العبرية وفرنسا وبريطانيا انذارا بوقف العدوان على مصر. عند ذاك كانت العدالة الدولية وعند ذاك كان السلام وعند ذاك كانت المصداقية. فأين هذه المبادئ الانسانية العالية المعاني عند الولايات المتحدة الامريكية الآن. هل تغلغل اللوبي الصهيوني.
الى هذا الحد في الادارة الامريكية. هل استشرى ذلك الورم السرطاني في جسد الامة الامريكية وعلينا ان نيأس. ام انها ستحاول مقاومة هذا الورم لتعود الى مبادئها التي كنا نعرفها. ايها العراقيون لقد غاب جلجامش فأين نكيدوا.
د. عبدالاله المحمود