DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

و.. فقدت بصري

و.. فقدت بصري

و.. فقدت بصري
أخبار متعلقة
 
قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وابتلاهم بالخير والشر, ليمتحنهم فينظر في مدى صبرهم او جزعهم من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل فالدنيا هي دار العمل والابتلاء, حيث يبتلى الإنسان في بعض أموره فهو لا يصل الى مرتبة الكمال في جميع حاجاته يبتلى أحيانا في ماله ونفسه او ولده. ان بلاء الله تعالى لعباده مقرون بتقديره في ثوابهم وعقابهم, فيجازي كلا بحسبه فلماذا لا نصبر ونرضى بقضاء الله وقدره, ونعلم بانه هو الأعلم بما تقتضيه المصلحة؟. وبناء على ذلك أبسط الحديث فيما يجري لي هذا الأيام. أنا شاب في ريعان شبابي فقدت بصري, وكيف فقدته؟ كان فقدي إياه فقدا تدريجيا, اذ درست في المراحل الدراسية في مدارس المبصرين وكنت أعاني آلام اللوعة والتحسر, اذ كنت احيانا أشعر بالنقص تجاه اخواني. وكنت غالبا ما أخفق في دراستي بسبب هذه العاهة, وبعد مرحلة الثانوية التحقت باحدى الكليات (الكلية التقنية) ولم استطع مواصلة الدراسة, بسبب حاجة الدراسة هناك الى النظر فهو العامل للسيطرة على الأجهزة فانقطعت وبدأ شيء ما من الاحباط واليأس يعتريني, ولكني سرعان ما رجعت الى نفسي, لأسألها: هل توقفت عجلات الحياة هنا؟ لاحيث ان الله ـ عز وجل ـ يرزق من يشاء, وهو بصير بعباده كما كان الدافع العظيم الذي ألتمسه من بعض الأقرباء بقولهم: (انك ذو إرادة قوية) يدفعني الى الصبر ومواصلة العمل ـ رغم ان ظروفي كانت صعبة جدا. واتيحت لي الفرصة من جديد بعدما علمت ان بعض الجامعات تفسح مجالا لفاقدي البصر, فسارعت الي تقديم طلب للالتحاق بكلية الشريعة بالاحساء التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وكان ذلك نتيجة للصبر. فيا أيها الأخوة: لماذا تضيعون الفرص باضاعة الوقت, وإهدار العمر الثمين؟ لماذا لا تحافظون على نشاطكم الروحي وتصبون جميع قواكم فيما يرجع اليكم بالمصلحة؟! اما بدراسة علمية تزيد من معرفتكم, او عمل يغنيكم عن سؤال الناس, فعجلات الحياة تسير ولا تتوقف, وأنتم تعدون لأنفسكم العدة, وفقد الإنسان نعمة من النعم سواء كانت جسدية ام روحية لا يعني توقف عجلة الحياة (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا, واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا). فالحياة هي النبراس للانسان المثالي فعلينا ان نقتدي بالرسول > بالصبر والتجلد وهو المثال الأعلى. محمد بن ابراهيم البوحسن