DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مسؤولية من.. أبغض الحلال؟

مسؤولية من.. أبغض الحلال؟

مسؤولية من.. أبغض الحلال؟
أخبار متعلقة
 
عندما يسدل الستار على مسرح الحياة الزوجية فانت تنتظر ردة فعل ما! كما في المسرحيات التي تشاهد عبر التلفاز او على خشبة المسرح فهل خرجت منها مستقيا لدرس ام بعظة ام قضيت مجرد وقت ابتسمت او قهقهت وشعرت بارتياح ينفض عنك ثقل المشاغل والمسؤوليات الحياتية وأحيانا الندم لانك تكلفت وخرجت دون فائدة تذكر. لتجد نفسك ضمن فئات المتفرجين التي انقسمت بين مؤيد ومعارض ومحايد كل حسب ثقافته وصلته بالنص وانطباعاته. فالطلاق ظاهرة واضحة بين جميع فئات المجتمعات لوجود تصدع رئيس في حياة الزوجين تتأجج منه الحمم البركانية فتصل المشاعر لغليان موقوت ينفجر كطاقة عنيفة تهلك الأخضر واليابس فلا تفلح وسائل الاطفاء والمقاومة واقصد بذلك المحاولات الجماعية لاعادة دفة الحياة لمسارها الطبيعي. ومسببات الطلاق متعددة ومجرد الخوض فيها مرعب. وبعد وقوعه يبدأ المجتمع المحيط بالتساؤل وتسيطر الأدوات الاستفهامية بصيغها على الحديث وتكثر المبررات من الطرفين والأسرتين والأصدقاء لرتق البالي. فلو سؤلت عن سبب الطلاق؟ جوابه فوضى عقلية تحت سقف واحد ولو قيل لي بصف من تكون؟ لأجبت سأبقى متدخلة بما يرضي الله ولكن لو طلب مني ذلك ولي صفة الحكم من الأهل فالملامة من التدخلات واردة. ولو تناقشت بردة الفعل بعد وقوعه وهنا صلب الموضوع فستكون اجابتي لا اتصور يوما ان أنسى عمرا مضى قضيته. حمل بساعات وسكنات بها مواقف جميلة قضيتها مع الطرف الآخر او مشاوير عدة واشفار وكيف نظرت الى ذلك الوجه المألوف شهورا او سنوات او يدا امتدت لتحتويني او رفعتني او قدمت لي زادا ولو بلقمة طعام واحدة وينتهي هذا كله من قاموس الحياة وببساطة. ولكن يكذب الطرفان او ينكرا على نفسيهما ان لساعات العمر التي مرت عليهما سويا مشاركات ومداعبات وقفشات لا تنسى ولحظات صامتة يفكر كل منهما بالآخر والأهم عندما تدور حول المكان نفسه أنفاس ولدت ممزوجة بدم الطرفين لهم حقوق تدفع آنية الانتصار على الطرف الآخر بعيدا والأهم الى أين المصير؟ فمن يصنع هذا القرار المؤلم البغيض على أنفس المحبين الرجل ام المرأة وعندما يقع تحل ساعات الندم احيانا وتبدأ مسيرة العذاب لكليهما. ان موضوعي هنا ليس الطلاق بحد ذاته وانما الزيادة في نسبته بجميع مناطق المملكة بصورة متفاوتة. وهو أمر مخيف يستحق الدراسة. فكما رأيت الأسر تعد وتستعد وتتفاخر بالأفضل ماديا لتكون أفراحها حديث المدينة يخالجني شعور مخيف. فهل الزوجان المعنيان فهما حقوق بعضهما وتأكد هو وهي ان للحياة الزوجية كرامة لا تهان وحلالا مصان قوامه المرونة والبعد عن الذاتية وفرض الحقوق عنوة. ام ان للزوجة المغالاة والتميز والاشتراط وللزوج الاستمتاع والتهرب والاستمرارية في حياة العزوبية فيصبح مهجنا الى من ينتمي لهؤلاء ام لها هي؟ فان كان هذا الظن سائدا فلن اتدخل أبدا ولن اصبح حكما لأحد والقادم أصعب ومستحيل وستحل البراكين والزلازل معا وستكثر المحاكم ويستقيل القضاة وتعوم الأسر على أرض طينية زلقة تؤدي الى هاوية ضحاياها لا حصر لهم. فهل غاب الناصح ام ضاعت القيم الأساسية للنهوض بعش الزوجية ام ترنحت معايير القياس بين الأسر فاصبح الصالح طالحا والطالح صالحا؟ وهل معايير الرجل الصالح والمرأة الصالحة في عين أسر الخمس نجوم والأسر المتوسطة او ذوي الدخل المحدود موحدة؟ طبعا الاجابة معروفة فأصبح الخلل والحدود موضوعة ولن يجرؤ ان ينظر أحد الى الآخر فزاد ما زاد وحل ما حل اذا لنعيد الاتزان الاجتماعي الرباني الشرعي الى نصابه والى أرض الحياة كتطبيق ميداني وليستقر الأدب الشرعي مكانه بين الأسر مدعما بالنصح فيصبح للحياة الزوجية معنى وهدف ومصداقية. موضي محمد سليمان الشريم