هي .. فتاة قاربت الثلاثين، مثقفة ، واعية، وفي لحظة مصارحة سألت نفسها متى تتزوج ؟ وليس عيباً أن أطلب الزواج فأنا لم أطلب مستحيلاً وإن كان في ظروفي تلك بدا ذلك مستحيلا لو تعلمون مدى الألم الذي بداخلي حينما أسمع همسات الآخرين نحوي لم لم تتزوج ؟ تأخرت ويزداد ذلك حينما أسمع أن إحدى قريناتي قد تزوجت، أو أن هناك مشروع خطبة، أو حينما أرى زوجين تبدو عليهما ملامح السعادة أو عندما أسمع ضحكات طفل تعلو وهو مقبل على أمه يحتضنها و..و.. كم أفتقد ذلك، فيشرد ذهني متى .. ولم ... ؟ ذلك ليس حسداً مني ولكنه إحساس طبيعي اصبح إحدى أمنياتي فأنا أحتاج إلى السعادة والاستقرار والأحساس بالأمان لقوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) سورة الروم 21 . هو شاب في مقتبل العمر متدين يقول أسمع دائماً من حولي يسأل متى ستتزوج .. ماذا تنتظر .. كبرت .. ماذا ينقصك ؟ أبادر بالإجابة ـ الحمد لله ييسر الله ذلك . أنا كشاب أعلم أن الزواج هو أمضاء لسنة أزلية قدرها الله يستكمل الإنسان به دينه وهو من أسباب العفة عن الفواحش غض البصر وحفظ الفرج وصيانة الأعراض والأنساب وبه يحصل السكن والراحة والاستقرار النفسي والطمأنينة القلبية لتكوين أسرة سعيدة كما أن به تحصل السعادة في الدنيا والآخرة . كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه مسلم (الدنيا متاع وخير متاعها زوجة صالحة) . ولكن يستوقفني ذلك التساؤل متى .. ولم ... ؟ فأنا والحمد لله حصلت على وظيفة منذ عهد قريب وبعد جهد جهيد بأجر زهيد اضطررت لقبولها فأنا أحسن من غيري من الشباب الذين لا يزالون عاطلين عن العمل ويبحثون عن وظائف . فكرت في الزواج ولكن ـ من سيقبل بهذا الراتب الزهيد فانا اريد أن أسعد بنت الناس لا أشقيها معي . قد أكون في مغالطة كبيرة فهناك من الآباء حفظهم الله من يحرص على مصلحة بناته في تيسير أمور الزواج . المغريات كثيرة في المجتمع وأبواب اللهو متعددة ولكني أخاف الله تعالى وأخاف الوقوع في الرذيلة والمعصية . الزواج من الخارج قد لا يحتاج إلى تلك التكاليف الباهظة ولكني أريد من تشاركني أبنائي التربية الإيمانية التي نشأت عليها .. أريد من تفهمني وتتفق معي في العادات والتقاليد .. ابنة وطني . وقفة ... فمن المسؤول إذن ؟؟؟؟
الفتاة أم الشباب أم أولياء الأمور أم المجتمع ؟
قسم توجيه وارشاد الطالبات بمحافظة الخبر
