يضع ريتشارد جولي بحرص بالغ عمودا من الزجاج تحت الضوء.
هذه المنحوتة، أو (التوتم) كما يسميها طولها خمسة اقدام وعلى رأسها وجه رجل ثم وجه امرأة ثم كرة منقوشة. وفوق الجميع شكل نصفي لامرأة على رأسها المزين بإكليل من الزهور عصافير زرقاء. تلك القطع الرشيقة التي تضم اواني زجاجية مرسومة واشكالا انسانية وتماثيل نصفية وتماتم سردية موجودة في مجموعات لدى مؤسسات عامة في نيويورك الى كاليفورنيا وآسيا واوروبا.
يقول جولي: (مثل اي شخص اصبح بالغا) في الستينات والسبعينات اردت ان اجد شيئا) استطيع عمله ويكون منتجا دون ان يكون مؤسساتيا بالضرورة. ولذلك اعتقد ان الفن هو العمل المناسب ثم كان لي احساس فطري بان الفن شيء استطيع ان اتقنه.
وبمساعدة والديه اسس حولي محترفه في نوكسفيل في العام 1975 وباشر تدربه على المواد التي اسس لنفسه مكانة من خلالها. واقدم عمل لجولي في المعرض هو وعاء الزجاج الفني عليه رسوم كلاب يذكرنا باعمال الرسام ماتيس واشكال اخرى مرسومة بأشرطة الزجاج الذائب. ولهذه القطعة اسم غريب هو (كلاب تهاجم مثلثات عائمة). ويضم المعرض ايضا تماثيل نصفية وقطعة تذكارية وهو يستعمل فيه ايضا اشرطة زجاجية تتسم بالتفصيل وبحلول اواسط التسعينات كانت قطع جولي الزجاجية المرسومة قد تطورت الى رؤوس وتماثيل نصفية متكاملة بالزجاج والبرونز وبينها الفتى القروي المعتمر قبعة، واسمه (المسافر) وهو تمثال متقن الى درجة ان بعض النقاد اعتقدوا انه مصبوب في قالب وليس يدويا منفوخا.
وفي النهاية اخذ جولي يكدس تلك الاشغال النصفية والرسوم النافرة فوق بعضها البعض ليصنع منها (التواتم) الفريدة مثل (أخذ الوقت). وقد انتقل معرض جولي الاستعادي الى متحف ناشفيل في 2 مارس الماضي وهو سينتقل الى جورجيا ونيو اورليانز حيث سيبقى حتى العام 2004 قبل ان يبدأ جولة في مختلف انحاء الولايات المتحدة.