مع انتهاء الحرب على العراق بدأ القادة العسكريون الاميركيون يتحولون للعمل في الادارات المحلية في محافظات العراق.
وفي عاصمة محافظة ديالى التي تمتد من شمال شرق بغداد الى الحدود الايرانية تتنافس سبعة احزاب سياسية على الاقل وعدد من الجماعات شبه العسكرية على بسط نفوذها على المحافظة الا ان الحاكم بأمره الذي يدير شئون المحافظة دون منازع هو الكولونيل دينيس روجرز قائد فرقة المشاة الامريكية الرابعة في اللواء الثاني.
روجرز يعتبر مثالا للحكام الامريكيين الجدد في المحافظات وقد قال مازحا قبل وصوله الى العراق قبل اسبوع انه جندي بالدرجة الاولى وسياسي بالدرجة الثانية. لكنه الآن سياسي بالدرجة الاولى فهو يتولى تشكيل لجنة استشارية من المسؤولين والزعماء المحليين الذين سيديرون المحافظة تحت قيادته الى حين اجراء انتخابات عراقية لا يعرف احد متى ستجري مما يعني ان مربعا الامريكي سيهنأ بفترة ادارية غير معروفة ايضا. ومثل كل حاكم قال روجرز ان اولويته تكمن في اعادة النظام والامن واعادة الناس الى العمل. واضاف نحن نعمل مع الادارة المحلية لاقامة اتصال، وستعمل تلك الادارة كلجنة استشارية تحت ادارتي بصفتي القائد العسكري في المنطقة.
وادى سقوط نظام صدام حسين الى انهيار الخدمات المدنية في كافة انحاء البلاد باستثناء مناطق الحكم الذاتي التي يسيطر عليها الاكراد شمال العراق
وقد عانت الادارات المحلية من تقلص شديد في ميزانياتها التي تم تحويلها الى الجيش والقيادة في العراق في ظل نظام صدام حسين. وتوقفت تلك الادارات عن العمل بعد غياب الاموال والقيادة من العاصمة العراقية.
واقر روجرز ان هناك نقصا في الاموال وان الاموال المتبقية في حسابات الحكومة لن تكفي لوقت طويل. وقال ستقرر اللجنة الاستشارية الاموال التي سيتقاضاها كل فرد لان تلك الاموال ليست كافية.
واضاف عندما يبدأ الاقتصاد في النمو عندها سنقوم اما بالتعويض عن ذلك او حسابها كثمن لبناء الديموقراطية لان على كل شخص ان يدفع ثمن الديموقراطية.
ويضم المجلس الذي شكله روجرز برئاسته مسؤولين محليين كانوا يديرون المحافظة في ظل حزب البعث بمن فيهم رئيس الشرطة ورؤساء الصحة والاتصالات والتعليم. وطالب بعض السكان باخراج كافة المسؤولين الذين تعاونوا مع النظام العراقي من الادارات. وقال غالب بسام المهندس المقيم في جامعة بعقوبة ان الاشخاص الذين عانوا في الماضي يجب ان يحلوا محل (هؤلاء المسؤولين). واكد مدير الادارة التعليمية في المحافظة صبري عبد الجبار وهو مسؤول سابق في حزب البعث انه لم تكن له علاقة على الاطلاق بالسياسة. وقال في اعقاب اول اجتماع له مع روجرز يوم الاثنين ان مسؤوليتي تحتم علي ابلاغ الناس بان يكونوا مسرورين وهادئين. يجب ان يعود التلاميذ الى مدارسهم حالا. ووعد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد خلال جولة في بغداد يوم الاربعاء بان لا تمكث قوات التحالف مدة تتعدى المدة الضرورية قبل اعادة السلطة الى الشعب العراقي.لكن احدا لا يعرف هذه كم من الزمن تمتد هذه المدة ولا يريد الامريكيون تحديدها. وجاءت زيارة رامسفلد بعد يومين من اجتماع عقدته الفصائل السياسية العراقية الموالية لسلطات الاحتلال في بغداد بدعوة من هذه السلطات ولم توجه الدعوة الى العديد من الاحزاب والتنظيمات العراقية الاخرى.وتعهدت تلك الفصائل بانشاء حكومة مؤقتة في خلال شهر تقوم بدورها بانتخاب اول حكومة عراقية تتولى الحكم بعد نظام صدام الذي استمر 24 عاما. الا ان هناك انقسامات عميقة بين العراقيين الذين يعيشون في المنفى منذ سنوات ويفضلون خروج القوات الاميركية بسرعة وبين السكان المحليين الذين عانوا من حكم صدام حسين ويشككون في استعدادهم لقيادة البلاد.
وقال بسام ان اهم شيء في العراق كان الاطاحة بحكومة صدام. لقد وعدت الولايات المتحدة العراق بالحرية وبحكومة جديدة وبالسلام. اعتقد ان الاميركيين يجب ان لا يغادروا البلاد حتى يمنحوا العراقيين كافة هذه الامور.
واضاف ان الشعب العراقي لا يستطيع اختيار حكومة الان لانه متعب بعد كل هذه الحروب ولان العديد من القادة عاشوا خارج البلاد لفترة طويلة.