في اللقاء الشهري الاخير لجمعية رجال الاعمال البحرينية سئل الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية جمال الهزيم عن الاسباب الحقيقية التي حالت دون قيام المجلس بالمهام التي ينبغي ان يقوم بها منذ انشائه فأجاب قائلا: ان ازدواجية المهام التي ينبغي ان يناط بها المجلس وتوزعها بين عدد من وزارات ومؤسسات واجهزة الدولة في واقع تنفرد فيه كل جهة من هذه الجهات بعملها وتحتفظ لنفسها بسرية منجزاتها وخططها هو تحديدا السبب المنطقي لعدم قيام المجلس بهذه الواجبات التي لا يختلف عاقلان على ان المجلس ينبغي ان يكون مصدر خططها وتشريعاتها.
وفي الواقع لا أحد يستطيع ان يوجه اللوم الى المجلس مادامت هذه هي الحال ولا احد يستطيع ان يمد نحوه بنان الاتهام، ومشاركوه في تقاسم الكعكة الدسمة
يتزايدون يوما بعد يوم كان اخرهم مجلس النواب الذي رأى ان من الانسب ان يستقطع لنفسه شريحة من الكعكة بدلا من التصدي لانتشار مثل هذه الظاهرة الخطيرة التي لا تفرخ في النهاية الا (قبض الريح).
فأمر الازدواجية في المهام ومنازعة اهل الاختصاص في اختصاصاتهم مكرر في اكثر من قطاع واكثر من مهمة في البحرين فمثلا فانه لا احد يعرف من المسئول عن الشئون البيئية في المملكة تحديدا بين الجهات العديدة التي تدير شئونا بيئية تعمل كل على حدة عن الاخرى وبمنأى (وخصومة) عنها
وكلها لن تنجز ما كانت سوف تنجزه الشئون البيئية لو كانت تحت ادارة واحدة
فقديما قالوا (ريسين بيغرقوا المركب) وتعني (لو صاروا نوخذتين على المركب طبعوها) فما بالنا بأربعة (نواخذة) في شئون التخطيط الاقتصادي وثلاثة في شئون البيئة وثلاثة في شئون الصحة ومجلس النواب يشاركهم جميعا!
وعلى الرغم من أن اهل البيئة في البحرين يخلطون الحابل بالنابل ويتحدثون في اكثر من مناسبة واكثر من موضع عن الامور والمخاطر الصحية الناتجة عن ظاهرة من الظواهر البيئية حتى لتكاد تحسبهم علماء في الصحة فإن الحديث عن الصحة في البحرين يقتصر على اهل البيئة فحسب، بل تقاسمهم فيها ادارة حماية المستهلك التابعة لوزارة التجارة.
والأمر هنا اكثر من عجيب ومصدر العجب هو ان ينبري مسئول حماية المستهلك في وزارة التجارة بالحديث عبر الاذاعة عن الارشادات
الصحية متناسيا كما اهل البيئة ان هناك وزارة في البحرين اسمها وزارة الصحة في الوقت الذي تضج فيه الأسواق بالغش التجاري والانفلات السعري لكثير من السلع التموينية والاستهلاكية والدوائية وغيرها من السلع والأغرب من هذا ان مجلس النواب بدلا من التصدي لمثل هذه الامثلة يشارك هذه الجهات خطأ لن يقبض منه الجميع سوى الريح .
