الثقافة والوزارة الجديدة. حديث اليوم بين المهتمين بهذا الشأن ماذا يراد من الوزارة؟ إنه شيء كثير أوله جمع شتات الثقافة ومن ثم حسن الإدارة والتنظيم والتخطيط في كل شأن من الشؤون الثقافية.
البعض يرى أن الثقافة لا يديرها موظف ولكن الأيام أثبتت أن المثقف لم ينجح أيضا في ادارة الثقافة ولهذا علينا أن نعي أن الأمر يحتاج الى جهود الجميع كل فيما يناسبه فكل شأن من شؤوننا العامة بحاجة إلى رجل إداري يحسن الإمساك بزمام الأمور في التخطيط والتنظيم والإشراف وتبقى الهموم الثقافية مناطة بأهلها الذين عليهم أن يقبلوا التخلص من سيطرة الرأي الأوحد ومحاولة فرضه على الجميع. لماذا تواضعت انتاجية الأندية الأدبية التي يديرها المثقفون؟ ذلك لأن منهم من عمل بنظام بيروقراطي أسوأ من أي دائرة حكومية أخرى. ولأنهم ظلوا لسنوات لا يقبلون التجديد في مجالس الإدارة حتى انتزعوا الأمل ممن هم خارج دائرتهم فبقيت النوادي أو بعضها تدار بطريقة (الأب القائد مدى الحياة) فغاب التجديد وبغيابه فقدت تلك الهيئة القدرة على العطاء والتميز في ذاتها ومن الطبيعي أن تفقد القدرة على تمريره للآخرين.
وأمام لغط المثقف وعدم رضاه عن سوء الإدارة للهيئات المتشرذمة السابقة وتخوفه من الإدارة الوزارية القادمة لابد أن نذكره بأهمية دوره في الفعل بالمؤازرة بالدعم بالرعاية فاذا كان عمل الموظف محدودا فإن عمله أوسع من أن يحصر في دائرة نقد غير بناء لتلك الادارات وهو الذي اعتاد عليه طوال السنوات السابقة. اليوم علينا أن نبدأ بالغربلة في النوادي الأدبية والجمعيات الثقافية ابتداء من الرؤساء مرورا بمجالس الإدارة وتوقفا عند كل المهتمين الذين عليهم أن يحولوا أقوالهم إلى أفعال تحرك دائرة العمل الثقافي من أجل الجميع.