ناقشت رسالة الماجستير التي قدمها الطبيب البيطري حسين علي العبدالله من جامعة الملك فيصل بالاحساء مشكلة التهاب ضرع الابقار المفطوري التي تعاني منها مزارع الالبان الكبرى في المملكة. وجاءت الرسالة تحت عنوان: (التهاب ضرع الابقار المفطوري.. دراسة اكلينيكية، مرضية، وبائية وبكتيرية في مزارع الالبان الكبرى بالمملكة العربية السعودية).
وتميزت الدراسة بعمق البحث في مجال ذي اهمية كبيرة لصناعة الالبان وهو مكافحة الامراض التي تصيب الابقار الحلوب مما يؤدي الى تدني الانتاجية كما وجودة وربما فقدانها كليا وما يترتب على ذلك من اثار سلبية مباشرة على اقتصاديات هذه الصناعة في المملكة تصل الى اعاقتها عن الانطلاق الى آفاق التقدم المنشود ومجالات التطور المرتقب.
واشارت الدراسة الى ان من اهم الأمراض التي تقض مضاجع المسئولين عن صحة القطيع في مزارع الالبان مرض التهاب الضرع الذي يستهدف العضو الأهم في البقرة الحلوب. وموضوع البحث عبارة عن دراسة لمرض التهاب الضرع الذي تسببه جراثيم المفطورة التي تعتبر من اصغر الجراثيم حجما الا انها اشدها خطورة عندما تصيب الضرع مسببة التهابا حادا اذا لم تتم معالجته، قد يؤدي الى تليف انسجة الضرع واتلافها مما يستلزم استئصال الضرع كليا او جزئيا او التخلص من البقرة المنتجة وهي في قمة انتاجيتها. وقد انجزت الدراسة في واحدة من مزارع الالبان الكبرى في المملكة وهدفت إلى مسح معدل انتشار المرض في منطقة البحث. وعزل وتصنيف انواع المفطورة من الحالات المرضية باستخدام طرق العزل والاختبارات الكيميائية الحيوية المختلفة.
وعزل انواع البكتيريا الاخرى من الحالات وتقييم دورها في نسبة الآفات المرضية. ودراسة الصفة المرضية التشريحية لآفات المفطورة في ضرع الابقار المصابة واجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية على انواع المفطورة التي يتم عزلها. وتقديم النصائح والمقترحات لسبل التحكم في المرض. وقد أثبتت الدراسة ان عينات الحليب المجمعة في الخزان مناسبة لاجراء مسح لمرض التهاب الضرع المفطوري في مزارع الالبان باستزراع العينات مرة كل اسبوع على الاقل لمراقبة ظهور المرض وبعد الاستزراع وظهور مستعمرات المفطورة، من الافضل استخدام بعض الصبغات والاختبارات المعينة حتى يتم التفريق سريعا بين جنس المفطورة والأجناس الأخرى المشابهة في حال تفشي المرض في المزرعة وعند الكشف الاكلينيكي على الابقار المصابة، ثبت انها تعاني من الالتهاب الحاد الشديد في الضرع واثر المرض على الحالة الفيزيائية للحليب وتدنت الانتاجية بصورة حادة جدا، وقد كانت اعلى نسبة للاصابة بالمفطورة في اثناء فصل الصيف بينما سجلت أغلب الاصابات في مناطق اوروبا وامريكا في الشتاء، وبين الباحث ان السبب هو استخدام طرق التبريد بالرش في الصيف مما يؤدي الى ازدياد الرطوبة النسبية وكذلك ظهر ان الحيوانات في فترة الإدرار الاولى بعد الولادة اكثر عرضة للاصابة بالمرض وعليه فان عينات الحليب من تلك الحيوانات قد تكون مهمة للكشف عن الابقار المصابة او الحاملة للمرض. وبين الباحث ان هناك عوامل واسباب علمية ساعدت على ذلك وهي عوامل الضغط على الحيوان المتمثلة في اجهاد الحمل والولادة والمعروف ان جراثيم المفطورة قد تكون موجودة في الرئتين والغدد الليمفاوية ومنها تنتقل للضرع مسببة المرض. وكذلك فان الاثار المثبطة لجهاز المناعة أدت الى تدني تركيز الاجسام المضادة التي اكتسبتها البقرة من الأم او من عدوى سابقة، وعلاوة على ذلك فان بداية انتاج الحليب وتأقلم اجهزة الجسم مع ذلك يسبب اجهادا يزداد مع زيادة الانتاج ويجعل الجسم عرضة للاصابة. وأخيرا اختلاط هذه الحيوانات في فترة الادرار الاولى والابقار عالية الانتاج هي اكثر عرضة للاصابة مما يؤدي الى نقص او فقدان الانتاجية في الابقار وهي في قمة عطائها. وقد قدرت الخسائر الناجمة عن التخلص من الابقار الحلوب في احدى المزارع بالمملكة بحوالي اثنين ونصف مليون ريال في العام عدا الخسائر الأخرى، وهذه تشكل معضلة اقتصادية لمنتجي الالبان لنقص او عدم انتاج بعض الابقار للحليب بالاضافة الى هدر الوقت في انتظار عملية احلال لهذه الابقار بأخريات جديدة والتكاليف المادية واستنزاف الجهود البشرية ولذلك فان هذه الدراسة لها فوائد محسوسة في حل المشاكل الصحية التي تواجه صناعة الالبان.
وتم مناقشة الرسالة من قبل الدكتور خالد احمد البوسعدة عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل.