DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

فيصل بن خالد الغريب

فيصل بن خالد الغريب

فيصل بن خالد الغريب
أخبار متعلقة
 
استكمالا لما بدأناه في موضوع (التطرف الفكري مرض هذه مظاهره) فانه والواقع ان اولئك المتطرفين هنا او هناك هم جزء لا يتجزأ من الامة الاسلامية ما لم يكن الهدف العمل على محاربة الاسلام من الداخل وتفريغه من محتواه والسعي لجعله هيكلا مفرغا هشا منزوع المناعة.. فهذا امر آخر لا اقصده بحديثي هنا.. ولعلي أبدأ بموقف لابي الدرداء - رضي الله عنه تجاه - احدهم حينما خالف المنهج السليم وقد فزع عليه بعض الحضور لايقاع العقوبة الرادعة به فما كان منه الا ان قال لهم : أرأيتم لو كان ساقطا في (قليب) - بئر - فما تصنعون؟ قالوا : نمد أيدينا اليه وننقذه .. قال : فهو كذلك - او نحو من هذا - في احيان كثيرة يعمد المرء لارتكاب بعض الحماقات دون استشعار العواقب او الابعاد الترددية للفعل الصادر منه وعادة تكون النظرة قصيرة المدى لدى كثير من اولئك وهي عيوب في المدارك يمكن معالجتها سواء بدافع ذاتي او بتأثير خارجي.. واشارة للمحتوى الفكري كما ذكرنا في مقام سابق نجد ان الفعل الصادر من شخص على صورة تطرف وانحراف فكري لا مسئول يعني انه يخطو خطوات نحو هدف ما، صحيح ان ذلك الهدف خاطئ او انه يستخدم الطريقة غير السليمة للوصول لهدف سام يرجو منه مصلحة الامة، فيعمل على تدميرها دون قصد. ودورنا تجاه هذا او ذاك مد يد العون والمساعدة بالطريقة التي تكفل خروجه من قبته ليرى الواقع الصرف دون خدع او مؤثرات بعد ان ننحي مخرجه التصويري من عقله جانبا.. انه تلقى واعتقد وبدأ في ممارسة معتقده وهذا تسلسل منطقي لدى كل فرد لكي يكون فاعلا في مجتمعه.. فالمعتقدات والاهتمامات أداتا تكوين الافكار.. يجب ان ندرك أن الكتاب على وجه الخصوص يعملون الفكر.. يقلبون كافة البيانات في ادمغتهم ويعالجونها في دائرة العقل ومنه يخلصون الى تصور يقدم للآخرين.. ومن هنا علينا اولا ان نتعرف على الاجواء او المناخات التي هيأت لبروز تلك الظاهرة من البعض، ويجب الا نغفل ذلك القصور فينا والذي هيأ بدوره ايضا تلك الظروف وسمح لها بالنهوض، ولي مع هذا القصور وقفة في مقام آخر. الحوار هو الطريقة السليمة ابتداء من اولئك المتطرفين واستشعار اخوتهم في الدين مهما يكن الشذوذ والانحراف العقدي والسلوكي في اطروحاتهم تماما كما لو اعتقد طفل ان الله سبحانه وتعالى يسكن قصرا حجريا فوق سحابة تطل على المدينة التي يقطنها ، فانه يهيئ لنا القدر الكافي من العطف عليهم ومراعاة انهم بحاجة الى المساعدة اكثر منهم الى التقريع لانهم ولاشك في عوز لرعاية فكرية وافتقارهم لميزان الاعتقاد - الشرع - هو ما اوردهم موارد الانحراف والغلو بالتطاول على الآخر ومحاربته علما بأن الآخر لم يحرك ساكنا كمعتد او ظالم.