أخبار متعلقة
تعاني محافظة حفر الباطن الواقعة شمال المملكة مجموعة من المشاكل الفنية ذات العلاقة الوطيدة بالبنية التحتية.. وهي السفلتة والصيانة العامة والنظافة التي صارت تتفاقم تدريجيا داخل احيائها العمرانية، واصبحت تشابه مراحل التطور والتقدم التي تعايشها المحافظة منذ ان بدأت معالم الازدهار تنتظم كافة ارجاء مناطق المملكة.
(اليوم) بدورها قامت بجولة داخل ميادين واحياء المدينة ووقفت على عين المشكلة التي اصبحت هاجسا مقلقا لكل مواطن، لتنقلها بالصوت والصورة للقائمين على رعاية شؤون هذا الوطن الغالي.
وبهذا الصدد التقينا بعدد من المواطنين الذين ظهرت عليهم علامات المعاناة والتضجر من اوجه القصور في مدينة حفر الباطن.
تلوث بيئي وخسائر مالية
في البداية قال بدر فهيد الظفيري ان ما تشهده بعض الاحياء السكنية بمدينة حفر الباطن من سوء ارضية (سفلتة) وقلة عناية بالنظافة وعدم اهتمام بالصيانة يخدش جمال المدينة ويشوه مظهرها الجمالي والحضاري لاسيما في ظل الازدهار الذي تشهده مملكتنا.. كما انه أمر يؤدي الى تلوث بيئي وخسائر مالية لا حصر لها على الدولة واملنا بالله ثم بالمسئولين في الحكومة سرعة ايجاد حل لهذه المشكلة خصوصا ان وزارة الشئون البلدية والقروية قد اعتمدت سابقا مبالغ مالية هائلة لتطوير مدينة حفر الباطن وتحسين شكلها العام، وتحقيق كل مافيه مصلحة للوطن والمواطن.
عيوب مهنية وفنية
ويقول لافي عشبان الظفيري ان الدولة اعزها الله قد اهتمت بالمواطن اولا ووفرت له سبل الراحة والرفاهية في شتى مجالات الحياة ودائما تتلمس احتياجاته، ومن هذا المنطلق فاننا نتطلع في الحقيقة الى مبادرة المسئولين في الجهات ذات العلاقة لتقصي الحقائق من خلال ارسال لجان فنية متخصصة تكشف عيوب الاداء المهني والفني في المنطقة لتعاقب كافة المقصرين في اداء واجبهم نحو وطنهم.
واردف قائلا: ان هذه المشكلة اصبحت الان هاجسا لكل مواطن وشغله الشاغل، نظرا لاهميتها وارتباطها المباشر بمصلحة وخدمة الوطن.
أين صحة البيئة؟
من جهة اخرى انتقد محمد عبيد الحربي عربات النظافة الصغيرة التي تؤكد فعلا انهيار صحة البيئة من ناحية وتشويه المظهر الحضاري للمدينة من الناحية الاخرى، حيث ان هذه العربات التي مازالت تنتقل داخل المدينة لجمع النفايات من وسط حاويات النظافة تنتج عنها اضرار صحية كبيرة، منها على سبيل المثال كمية الدخان (الكربون) الذي تفرزه داخل الاحياء السكنية، والاهم من ذلك ان هذه العربات اصبحت لا تليق بمدينة بدأت تأخذ منحنى التطور والازدهار في مختلف المجالات الحضارية.
واضاف الحربي متسائلا: اين صحة البيئة من هذا التلوث؟ ولماذا لايرقى متعهد البلدية في آلاته بمستوى المدينة!!
شواهد غير حضارية
ويعود لافي الظفيري ليتحدث عن مشاكل الصيانة التي صارت تعتري المنطقة برمتها من كثرة الشواهد غير الحضارية كسقوط اعمدة الانارة على امتداد قارعة الطريق والاعمدة الخالية من شموع الاضاءة، واسوار الحدائق العامة التالفة ودورات مياهها المكتظة بالجراثيم والروائح الكريهة وانتشار القاذورات، بالاضافة للحفريات التي تستخدم لاعمال فنية وحال انتهاء المصلحة منها تترك على حالها لفترات طويلة، وحاويات النظافة التي تهشمت بسبب صدأ حديدها وقوة الضغط عليها، والاغرب من ذلك ان بلدية حفر الباطن قد اشارت في تصريح خاص نشر في الصحف المحلية الى ان المبالغ المالية التي تم رصدها لصيانة شوارع واحياء المدينة بلغت قيمتها 50 مليون ريال، لكن دون جدوى، فالعيوب التي يشاهدها المواطن والزائر في طريقه ليلا ونهارا تؤكد تماما على عدم مصداقية مانشر.
مشاكل السفلتة
ويقول عبدالعزيز المنصور ان المشكلة التي تعانيها السفلتة داخل مدينة حفر الباطن ناتجة عن عدة عوامل رئيسية لم تتخذ لها الجهات المعنية اي حلول لمعالجتها وهذه العوامل هي:
اولا: ترسب منسوب مياه الامطار في شوارع واحياء المدينة الداخلية وربما يسأل البعض. ما فائدة (قناة) تصريف مياه الامطار التي انشئت مؤخرا بحفر الباطن؟
الحقيقة القناة ـ عبارة عن شق ذي عمق متوسط، انسيابي الشكل من جميع اطرافه، صممت بطريقة هندسية جيدة، اسهمت في حل جزء من مشكلة تكدس مياه الامطار، وبقي جزء لم يؤخذ بعين الاعتبار حتى الآن وهو الاحياء السكنية العامرة التي تصبح بعد هطول الامطار جزرا برمائية تحيط بمنازل المواطنين.
واضاف: ان مشكلة السفلتة ناتجة عن الآثار السلبية لهذه المياه التي تتسبب في تقشر طبقة الاسفلت وتآكلها نتيجة عوامل خارجية، وبعد مرور زمن من الوقت تضعف طبقة الاسفلت ثم تبدأ الفجوات الصغيرة تتسع تدريجيا حسب ضغط عجلات السيارات التي تهبط في وسطها.
ومن جانبه ايضا قال: ليست هذه المشكلة قائمة في حفر الباطن فحسب وانما في جميع المدن التي لاتوجد بها مشاريع لتصريف مياه الامطار لذا فقد حرصت حكومتنا الرشيدة على ان تدعم كافة مدن المملكة بمبالغ مالية ضخمة لمشاريع تصريف مياه الامطار كما هو الحال في محافظة حفر الباطن حيث تم اعتماد مبلغ قدره 70 مليون ريال بخصوص انشاء شبكة كاملة لتصريف مياه الامطار من داخل المنطقة التي مازالت في الحقيقة تعاني واقع المشكلة، حيث لم يكن للقناة سوى وظيفة واحدة هي محاولة تصريف مياه الامطار من (طريق الملك عبدالعزيز) العام والذي يعتبر المدخل الرئيسي للمحافظةـ اما بالنسبة لشوارع المدينة الاخرى والاحياء السكنية فمازالت على حالها تنتظر الامل.
ثانيا: الحفريات ـ التي تقوم بها شركات خاصة لانجاز اعمال فنية ذات علاقة بالكهرباء او مصلحة المياه او الهاتف لكن دون ان تضع هذه القطاعات اي اعتبارات سابقة لاصلاح ما تم اتلافه من مرافق خدمية كـ (الاسفلت، الاشجار، اعمدة كهرباء، وارصفة.. وغير ذلك).
ثالثا: اضافة لما سبق ذكره عن الشركات الخاصة، ايضا هناك المؤسسات التي تتعاقد معها البلدية بخصوص (السفلتة) اهتمامها الفني والهندسي ضعيف جدا، وبرهان ذلك ان كثيرا من الشوارع التي انشئت قريبا بحفر الباطن مقابل مبالغ مالية هائلة تبحث الان عن معالجة اخرى لاصلاحها.
رابعا: تهاون عمال النظافة بازالة الرمال المتراكمة على طبقة الاسفلت، والرمال المترسبة تحت (جدران) منازل المواطنين وهذه ظاهرة شائعة في جميع احياء المحافظة، وملموسة من جميع المواطنين نتيجة آثارها السلبية.
خامسا: تجاوز اصحاب مؤسسات الانشاء والتعمير ومكاتب المقاولات أنظمة البلدية العامة وعلى سبيل المثال تهاون تلك المكاتب في ترحيل مخلفات اعمالهم خارج المنطقة وهذا ناتج في طبيعة الحال عن غياب رقابة البلدية.
ونحن في حفر الباطن نناشد البلدية ازالة جميع المخلفات التي تضر بالمصلحة العامة وتخدش جمال المدينة.
عمود انارة يعانق الارض
مستنقعات اخفت معالم الاسفلت