تحاول هونغ كونغ التحرك في مواجهة اقتصاد منكوب من جراء مرض الالتهاب الرئوي الحاد، وقد اطلقت حملة ترويج لمدة شهر تحت عنوان "نحن نحب هونغ كونغ".
وهذه الحملة التي اطلقت في 1 مايو تلاقي نجاحا في اوساط الشعب الذي يعيد اكتشاف اهم مواقع مدينته والعيش بشكل طبيعي بعد اسابيع من الخوف الذي خلفه انتشار مرض سارس. ورغم وفرة الاقنعة التي يضعها الزوار والسكان، فان شوارع المدينة الضيقة امتلأت مجددا بالسيارات والباصات السياحية فيما شهد مرفأ فيكتوريا الشهير تدفقا لسفن ومراكب سياحية. وعادت البسمة الى وجوه المرشدين السياحيين مثل نلسون لو الذي عبر عن ارتياحه لهذه الحركة قائلا آمل في ان يعود السياح الاجانب والا فسأصبح عاطلا عن العمل. من جهته قال لو كام صاحب مطعم ثمار البحر ان حملة ويي لاف هونغ كونغ اتت بالمزيد من الزبائن الذين خفت حركتهم منذ شهر. وقال اذا كان بوسع سكان هونغ كونغ الخروج وتناول العشاء مثل السابق، فان هونغ كونغ ستصبح مزدهرة . وظهور المرض الذي بلغت حصيلته في هونغ كونغ حوالى 180 حالة وفاة واكثر من 1600 اصابة، اوقف كل الحياة الاجتماعية الناشطة جدا في هونغ كونغ المعروفة بـ"نيويورك الاسيوية". وبين ليلة وضحاها فقدت المقاهي والمطاعم والمحلات في هذه المدينة الاستهلاكية غالبية زبائنها فيما سجلت الفنادق التي شهدت في فترة مناسبة الفصح افضل رقم اعمال، تراجعا بنسبة تفوق 80%. واثر اعتكاف سكان هونغ كونغ في منازلهم، فان الكثيرين عادوا لاكتشاف الحياة العائلية فيما ساد بينهم حس من التضامن. وقال رجل اعمال يقوم برحلة مع عائلته قبل ظهور مرض سارز لم نكن نمضي الكثير من الوقت معا، كان كل واحد منا منشغل بعمله ودراسة الاطفال. الان نحن معا مجددا. وهذه الحملة التي ستستمر كل شهر مايو اطلقت بمشاركة 80 فندقا و1300 وكيل سفر ومطاعم. وعبر جوزف تانغ الناطق باسم هذا الاتحاد السياحي عن اقتناعه بنجاح هذه العملية الذي لاقت ترحيبا لدى السكان وبعثت لديهم الامل بعد اسابيع من الاحباط.
وتشارك شركة "كاتاي باسيفيك" الكبرى في هذه الحملة الترويجية بموجب نظام منح جوائز على شكل بطاقات سفر.
وتقدم الشركة التي خفضت الشهر الماضي معدل رحلاتها العادية بنسبة 45% بسبب عدم وجود ركاب، تنزيلات على اسعار الرحلات مع طوكيو واوساكا وسيول وبالي. وتشارك 11 شركة دولية اخرى ايضا في هذه الحملة. لكن حملات الترويج هذه قد لا تكون كافية لاخراج هونغ كونغ من وضعها الاقتصادي الصعب، فيما اعلن كل من المصرفين الرئيسيين اتش اس بي سي و ستاندرد تشارترد عن خفض توقعات نمو اجمالي الناتج الداخلي في هونغ كونغ الى0.5 % عام 2003 مقابل على التوالي1.6 % و0.3 % سابقا. وتقر السلطات بان ما قد ينعش فعلا السياحة على المدى الطويل هو رفع التحذير الذي وجهته منظمة الصحة العالمية التي نصحت بتجنب السفر غير الضروري الى هونغ كونغ.
لكن هذا الاجراء الذي سيكون وراء التحسن الفعلي للوضع، لن يتخذ الا عند انتهاء فترة 20 يوما لا تسجل فيها حالة جديدة معلنة من مرض سارس في هونغ كونغ.