في خضم التطور الذي شهده السوق العقاري في المنطقة الشرقية خلال السنوات الاخيرة برزت بعض الظواهر واختفت اخرى كنتيجة طبيعية لحلة التغيير والتطوير التي سادت في السوق وكان من نتائجها اختفاء اسماء كانت تمثل الحركة العقارية في مرحلة سابقة وظهور اسماء اخرى تقف الآن في طليعة العقاريين الفاعلين والمؤثرين.
بعيدا عن الخوض في مسببات ذلك وتأثيره في مستقبل السوق على المدى البعيد يمكن لمتابعي النشاط العقاري في المنطقة عن قرب رصد دخول المزيد من المستثمرين اليه على اختلاف خلفياتهم وتوجهاتهم بسبب ما صار يمثله كمصدر استقطاب استثماري لا يمكن ان يتجاهله اولئك الباحثون عن الفرص المجدية والسريعة الى حد ما.
ومع ان مثل هذا التوجه لا يخلو من ايجابيات على السوق من ابرزها زيادة وتنوع الفئات الاجتماعية المهتمة بالحركة العقارية, بالاضافة الى ضخ سيولة اضافية في السوق, الا ان ذلك لا يخلو من سلبيات ترتفع في حالات الى درجة المخاطر ليس على المستثمر الجديد بل على السوق بشكل عام او على جزء منه.
من ابرز الفئات التي لوحظ دخولها الى السوق مؤخرا فئة تتعامل مع القار (بالشوكة والسكين) اي بنظام شديد يفتقر بدرجة كبيرة الى المرونة التي تعد بدون شك صفة اساسية يجب ان يتمتع بها كل الساعين الى النجاح في هذا النشاط باعتباره سوقا يخضع في اوقات كثيرة لمقاييس شخصية لا تتضمنها النظريات الاقتصادية الحديثة التي يصر البعض على تطبيقها كاملة على نشاط مفتوح للجميع ويعتمد على العلاقات الشخصية والظروف المحيطة بها علاوة على مستوى الفائدة التي يشترط ان تكون متبادلة حتى مع تفاوت النسب.
بالطبع انا لا ادعو او اؤيد الفوضى في التعامل مع النشاط العقاري الذي يصل حجمه في المنطقة الى عشرات المليارات, ولكن انصح كل الراغبين في الاستثمار فيه بأن يفهموا السوق ويدركوا حجم المزاجية فيه, مما يحتم وجود مستوى مقنع من المرونة لدى كل مستثمر مهما كان حجم السيولة لديه ومهما كان فكره وتطلعاته.
ان النجاح الذي يحققه ابرز العقاريين في المنطقة جاء بسبب فهم واع للسوق, وقدرة على المزج بين الفكر الاقتصادي الحديث, والايفاء بالمتطلبات التقليدية للنجاح في سوق العقار المحلي.
