DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي
أخبار متعلقة
 
بكل بساطة يمكنك الحكم على قوة الصحيفة وتأثيرها في مجتمعها من خلال سقف مقروئيتها بين الجمهور ومساحات الاعلان المباعة فيها، وبشيء من الدرس الحصري بمقدورك رصد رواج اسم الصحيفة وما ينقل عنها في أوساط المسئولين والنخب السياسية والاجتماعية من أخبار وتغطيات محلية تهم المجتمع وكتابة الرأي تبني الشارع لكل ذلك أو بعضه أو الاستشهاد بطروحاتها.. بل كثيراً ما يسهل على المتابع العادي الذي يتابع وسائل الإعلام الأخرى كالتلفزيون أو الراديو يوماً بعد يوم قيمة وأهمية الصحيفة من خلال ما تنقله عنها من قصص اخبارية وآراء في برامجها والموضوعات التي تتبناها.. ما ذكرته آنفاً يتعلق بتدني مقروئية صحافتنا مقارنة بحجم البلاد السكاني الذي يربو على الـ 20 مليونا نسبة الشباب فيهم أكثر من 50% بقليل وبنسبة أمية لا تتجاوز الـ 10% بين مجمل السكان.. ولعل أكبر ثلاث صحف لدينا توزيعاً وانتشاراً لا تتجاوز أبرزها سقف الـ 80.000 إلى 100.000 نسخة في المتوسط.. وهذا بطبيعة الحال وضع مقلق وغير طبيعي في بلد ترتفع فيه نسب التعليم وتتنامى فيه الطبقة المتوسطة كقوة محركة للاقتصاد الوطني والذي يملي مزيداً من الاعتماد على الصحيفة اليومية كمنتدى اجتماعي للحوار بين صناع القرار والجمهور ولصناعة رأى عام نابه ومؤثر في نمو وحركة المجتمع.. وفيما لو توجهت بأسئلتك لطلاب جامعة سواء في تخصص الإعلام أو غيره من الاختصاصات لفوجئت بأن نسبة عالية منهم لا تعرف عن الصحافة إلا أسماء صحيفة أو اثنتين ومعظمهم يعرفها بالمصادفة وربما تفاجأ أكثر بأن عدم إقبالهم عليها نتيجة لانطباعات موروثة من الآباء أو الأخوة الأكبر سناً أو من بعض الأصدقاء وكلها تقول ان صحافتنا لا تستحق ما يدفع فيها.. أما الأوساط الشعبية أو النخبوية على اختلافها ومستويات وعيها موقفها إجمالاً سلبي من الصحافة ومن يقرأها منهم قد يقرأ لكاتب في الصحيفة في أحسن الأحوال.. فصناعة الخبر متخلفة وتفسيرها للأحداث محافظ وشبه رسمي وحتى أنها غير مبادرة في الواقع الاجتماعي المحلي الذي يهم الغالب الأعم من الناس وبالأخص قضايا وهموم مجتمع اليوم.. في بلد يعد الأكبر في السوق الإعلامية للعديد من الإصدارات الصحافية العربية والتي تتعامل باحتراف مع ما يهم القارئ السعودي في الهموم الاجتماعية والفنية والرياضية، وبلد هو الثاني في حجم السوق الإعلانية عربياً، أقول بلد بكل هذه المواصفات الترويجية الضاربة لا تجد صحيفة واحدة توزع أكثر من مائة ألف نسخة يومياً.. شيء صعب التصديق لكن هو الواقع للأسف..