على الرغم من أن العرب كانوا من بين أول الموقعين على ميثاق تأسيس الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية إلا أنهم كانوا من أكثر شعوب الأرض تضرراً من قراراتها حيث أن المطلع على جملة القرارات الدولية التي صدرت منذ تأسيس هذه المنظمة الدولية يحس بأن هذه المنظمة وعقوباتها وإجراءاتها لم توضع إلا لمعاقبة أمة العرب ولمكافأة الأمم الأخرى.
ان الذي يتفحص القرارات الدولية الكثيرة التي صدرت بحقنا نحن العرب يعي ويدرك بأن البند السابع من ميثاق هذه المنظمة إنما صيغ فقط لتأديب البلدان العربية ويكون حاضراً في مداولات مجلس الأمن في حالات النظر في الشكاوي المقدمة ضد بلد عربي. لقد اخترق الصهاينة كل القرارات الدولية التي صدرت من المنظمات الدولية ضدهم ونفاجأ نحن العرب بأن تلك القرارات لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به وهي عبارة عن توصيات غير ملزمة إذا أخل بها الصهاينة فإنها لا تصدر عن المنظمات الدولية سوى المناشدة بتطبيق هذه القرارات لا غير. ان وجود البلدان العربية في عضوية الأمم المتحدة لم يجد نفعاً على الإطلاق بل على العكس يلحق الضرر بهذه الأمة وكان من الأجدى لنا الإنسحاب من عضويتها بدل من أن نبقى نمثل دور فئران التجارب في المختبرات حيث تطبق علينا كل العقوبات والإجراءات القسرية دون أن تكون في صالحنا ولو لمرة واحدة فاما أن نكون أقوياء ويحترمنا الآخرون واما أن نترك مسرح الحياة لأمم وشعوب أخرى هي أجدر منا بالحياة. يعرب بن قحطان