DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي
أخبار متعلقة
 
إنحسار مقروئية صحافتنا المطبوعة في بلد ترتفع فيه مواصفات رواج لا تتوافر لكثير من المجتمعات من حولنا والتي اخذت في تصدير مطبوعاتها وبنكهة سعودية ويربو عدد سكانه على الـ20 مليونا وبنسب تعليم مرتفعة ودخول مناسبة ومع هذا لا تجد صحيفة تتجاوز مقرؤيتها الـ5 ملايين قارىء او تتجاوز مبيعاتها المليون نسخة مثلا. ومنطق واقع جمهور وسائل الإعلام في بلد مستهلك مثلنا بشكل كبير للإعلام الفضائي والذي تثبته أرقام الجمهور السعودي الكبيرة في المشاركة والمتابعة للبضائع السياسية والحوارية العامة والاجتماعية والترفيهية وبمقارنة قد لا تكون في صالح الجمهور الأصلي للمحطة الفضائية, اقول هذا الواقع يعكس ان صحافتنا اليومية والأسبوعية خارج ما نسميه منحنى توقعات الجمهور واهتماماته الاجتماعية العامة بل اصبحت هناك صورة نمطية عن صحفنا اليومية في أذهان الجمهور مفادها ان صحافتنا رسمية ومحافظة ونتحاشى طرح القضايا الحساسة وربما المصيرية في مجتمعنا.. والأسوأ ان هذه الصورة تنداول بشكل لا يصدق حتى في أوساط الأجيال الشابة او تلك التي لم تتعرض للصحف في المطلق او سبق واشتركت او اقتنت صحيفة بشكل متقطع او غير منتظم.. وهذا العامل يعني ان نسف هذه الصورة النمطية السلبية والمتداولة تحتاج ليس لتغيير في أسلوب التفكير المهني للصحف ولا في الآليات المسؤولة عن أعادة انخراط الخطاب الإعلامي في هموم وقضايا واهتمامات القارىء السعودي وحسب, وانما محاولة استعادة ثقة واهتمام الجمهور المحلي بالدرجة الأولى, وهذه مسألة غاية في الأهمية في أي برامج تطويرية للإصدارات الصحافية المحلية وبشكل متواز أشبه ما يكون بحملات الاقناع التي توجه للجمهور لزيادة وعيهم او تحفيز مشاركتهم او تغيير سلوكهم.. وهذه مسألة تخطيط وتنفيذ وتقييم لواقع الجمهور وتوقعاته وتسير بخطى متوازية كما ذكرت مع التطوير التحريري للرسالة الإعلامية وبحد أدنى لا يقل عن 5 الى 10 سنوات.. فخلق ولاءات جديدة او استعادة ولاءات مفقودة او توليد صور مختلفة عن أي وسيلة اعلامية تحتاج لوقت ولوقت غير قصير ولصرف مالي كبير لبلوغ الهدف.. صحيفة مثل الـ يو اس توداي استمرت تخسر سنويا 10 ملايين دولار لمدة عشر سنوات حتى بلغت مقروئية 6 ملايين قارىء في أمريكا.. ما هو مفاجىء فعلا هو ان مجلس إدارة الصحيفة لا يعتبر ذلك خسائر وانما عمليات استثمار.. فخلق جمهور وولاءات ومعلنين وممولين ضريبته قاسية وموجعة في عالم تنافسي لا مكان فيه للمحدودية في كل شيء.