عزيزي رئيس التحرير
كلما أزور شقيقتي في منزلها يعتصرني الالم وانا اشاهد اطفالها الثلاثة وهم يعانون مختلف الامراض الوراثية فأصبحنا كلما نتكلم في اي موضوع عام سرعان ما نجد انفسنا نتحدث بحسرة عما آل اليه حال هؤلاء الصغار بسبب تعنت الاهل في عدم الفحص الطبي قبل الزواج فعلى الرغم من قناعة اختي في حينها بضرورة اجراء الفحص الطبي قبل ان تدخل عالم الزوجية كانت هناك معارضة شديدة من قبل الوالد والوالدة وعدم حماس الزوج للأسف لهذا الامر المهم وفي هذا الاطار تقول اختي وهي الكبيرة انها كلما تحدثت في هذا الموضوع قبل الزواج تجد ردا فاترا من الخطيب وممانعة من داخل المنزل وعدم اهتمام من المجتمع.. حتى اصبحت تعايش الواقع المرير..
وتضيف انها في احيان كثيرة تجد الصمت هو القاسم المشترك بين الزوجين وهما ينظران بألم وحسرة لحال اطفالهما الثلاثة الذين خرجوا لهذه الدنيا بأمراض اقل ما يمكن ان يقال عنها انها نتيجة طبيعية لضعف الوعي بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج.. فأختي الحزينة وزوجها (المحتسب) اصبحا في حالة دائمة من مراجعة المستشفيات والاطباء بهدف تخفيف الآلام التي يعاني منها هؤلاء الصغار الذين لو قدر لاحدهم ان يطرح سؤالا على أمه وأبيه لماذا لم تفحصا قبل الزواج لاصبح ذلك كافيا لاصابتهما بالأسى!!
عموما اصبحت اتوجس خيفة وانا في طريقي الى منزل اختي الكبيرة نظرا لمعرفة ما سيدور بيننا من موضوعات اهمها هذا الهاجس المقلق مرض اطفالها بسبب عدم الفحص الطبي قبل الزواج، ولعل هذا الواقع يجعلني اكثر عزيمة واصرارا على أن يكون مفتاح زواجي هو الفحص الطبي اولا والا فلن اتزوج لانني بصراحة لا اود ان اكرر تجربة اختي التي احالت حياتها الى جحيم لا يطاق واحس ان حظي سيكون افضل منها لسبب بسيط وهو حالة الوعي الكبير التي اصبح يتحلى بها المجتمع في الآونة الاخيرة فعلى صعيد أسرتي اصبحت امي على قناعة راسخة بحتمية الفحص الطبي قبل الزواج وهي تشاهد مسلسل المعاناة بحلقاته الرتيبة تعايشه (اختي الكبيرة) اما الوالد فبحكم علاقته الطيبة بصديقه المستنير ومجالسته لامام المسجد الذي يدعو للفحص الطبي قبل الزواج فلن يعارض مرة اخرى خاصة وان معاناة اختي قد اقلقت الجميع.
اما المجتمع بصورة عامة فقد اصبح اكثر قابلية لتقبل حتمية الفحص الطبي قبل الزواج بعد ارتفاع نسب امراض الدم الوراثية في الكثير من مناطق المملكة اضافة الى برامج التوعية والتثقيف التي تنفذها وزارة الصحة تحت اهتمام ورعاية معالي الوزير الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي الذي ستذكر له الاجيال القادمة انه قد كرس جهده ووقته من اجل تطبيق الفحص الطبي قبل الزواج بحسب مطالعتي ومتابعتي للصحف واجهزة الاعلام، كما آمل ان يواصل الوزير الجديد الدكتور حمد بن عبدالله المانع الذي عين وزيرا للصحة ما بدأه سلفه من اهتمام بالفحص الطبي قبل الزواج.
وأخيرا اقول بالصوت العالي لكل بنات جيلي لا تدخلن عش الزوجية دون فحص طبي حتى لا تجلبن اسباب المعاناة بأيديكن لأبنائكن.
وأسأل الله ان يوفق كل من يسعى على هذا الطريق.
نبيهة محمد زين - الرياض