لأخرج من نفق الكتابة الطويل الفاجع عن العراق.. لاتنفس قليلا من الهواء الطلق.. لانظر الى الشمس بعيني المجردتين، قبل ان يحجبها الغبار الذري الامريكي.. لاضحك قليلا، متجاهلا الدمع المتساقط من قلبي.
في 2002/12/2 نشرت جريدة الرياض ما يلي: (لم يتوقع اي فرد عاقل أن السعادة سوف تنقلب بين يوم وليلة الى تعاسة. ليس بسبب حادث مؤلم او مرض، انما بسبب تصرف شخصي.
بينما احد المواطنين في احدى الهجر يتقلب في سعادة بين زوجاته (الثلاث) وبين ابنائه، حل عليه ضيف، وبدأ بالاستعدادات لتجهيز العشاء، وطلب من زوجته (المناوبة) في ليلتها اعداد العشاء، ولكنها رفضت بحجة ان ضيوفه يستقبلهم دائما في ليلتها. وبعد محاولات فاشلة طلب من الزوجة الثانية فرفضت، ومن الثالثة فرفضت، فاستعان باقربائه وتمت الوليمة على ما يرام. في الصباح، وفي وقت واحد طلق زوجاته الثلاث دفعة واحدة، واصبح الابناء ضحية كرم الضيافة).
هذه الحادثة قد تثير فيك عاصفة من الاشمئزاز، او تدفعك، على الاقل، الى الاستغراب، وقد تهيل على هذا الشخص صفات سلبية غاضبة مثل: البدائية, الجهل، الحماقة.. وقد يذهب ذهنك الى التفكير في الطريقة البهيمية التي تزوج بها بدون ان يكون بين ضلوعه اي نبض للروابط الانسانية.
لتفعل ما تشاء من ضروب التفكير ورياح الظنون، اما انا، لو كنت اعرف الشخص ومكانه لذهبت اليه ماشيا على قدمي، لاضع بين يديه الاحترام والتقدير والاعجاب، لانه البقية الباقية من جماعة حاتم الطائي، الذي لو سمع بما فعل لولى هاربا من الخجل.
الاثرياء الغربيون الذين يتبرعون بمئات الملايين من الدولارات للمستشفيات والجامعات ومراكز البحث العلمي ودور الرعاية الاجتماعية، ولا يكرمون الضيف اكثر من دعوة الى مطعم متواضع. هؤلاء الا يخجلون حين سماعهم بكرم هذا الرجل؟
لقد قال الحطيئة اجمل قصائده في شخص كان (يهم) بذبح ابنه اكراما لضيفه.. ترى كم من القصائد يحتاج الحطيئة لوصف هذا الرجل الذي ذبح فعلا زوجاته الثلاث، بل وحتى ابناءه؟
هل تود ان تكون كريما؟
اذن؛ اذهب اليه وتعلم.