لا يكاد يختلف اثنان على حجم ومدى الرعاية التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة في المجالات كافة ومن ضمنها المجال الصحي والشواهد على ذلك عديدة, مستشفيات مجهزة, ومراكز صحية منتشرة, وجامعات وكليات صحية هي نتاج تلك الرعاية الكريمة وهذه العناية العظيمة لا تتوقف عند القطاع الحكومي وانما يمتد تأثيرها ليشمل القطاع الخاص كيف لا وهو امر يتعلق بمهنة جليلة وعمل شريف هو من اشرف المهن فالطب شرف كما ان التدريس والقضاء شرف عظيم وكل الوظائف التي تخدم المصلحة العامة ايضا. وهي مهنة تراعي اعظم الامور واهمها. انها صحة الانسان مواطنا كان ام مقيما وان كنا لا ننكر ان الله سبحانه وتعالى هو الشافي المعافي اولا وآخرا قال تعالى: (وإذا مرضت فهو يشفين..) صدق الله العظيم.
لذا بات لزاما ان تبقى هذه المهنة على قدر هذا الشرف العظيم فلا مجال فيها للهرج والمرج وان كان هذا الامر ليس حكما عاما وانما هو حاصل لدى قلة من المراكز الصحية والاطباء فيها وقل ان شئت قلة قليلة شاء المولى ان توجد فهي سم قد يوجد في اي مجال ولكن من الواجب علينا ان نحاربها كي لا تنتشر وتستشري ويصعب بعد ذلك السيطرة عليها ولعلنا نقدم بعض الملاحظات التي نحاول من خلالها تحسين بعض الامور وملاحظاتنا هي:
1- ارتفاع لائحة الاسعار في كثير من المراكز الاهلية او عدم اعلانها اصلا مما يتيح لذلك المركز او الطبيب فرصة التلاعب على حساب الناس دون مراعاة للانسانية او للدين الاسلامي الذي نهى عن ذلك وحذر منه ومن الواجب على كليات الطب ان تركز على تنوير طلابها وافهامهم ان مهنتهم لها هدف سام انساني قبل الاهداف الأخرى الثانوية والوفاء بقسم التخرج هو خير ما يؤكد هذا الامر الجوهري.
2- التغرير بالناس في وضع اعلانات كاذبة تعلن عن علاج امراض مزمنة او مستعصية تحوي معلومات غير حقيقة وارقاما كاذبة مبالغا فيها مثل ان تعلن بعض المراكز الطبية في وسائل الاعلان عن حضور الدكتور الفلاني الذي عمل كذا الف عملية جراحية معقدة بارقام خيالية لا تمت للحقيقة بادنى صلة مستغلين مشاعر الناس ومعاناتهم مع امراضهم التي يشتكون منها - عافانا الله وإياكم منها - وان كان مجلس الشورى بصدد دراسة هذا الامر وقد قرأت في احدى صحفنا المحلية لقاء مع بروفسيور في الجامعة من الاساتذة المشهورين في القطاع الطبي الذين تفخر بلادنا العزيزة بهم تعليقا على هذا الامر بأن هذه الارقام التي تذكر غير حقيقية وغير ممكنة وقد حاول هو بنفسه ان يستطلع حقيقتها فوجد انه لو حاول هو وجميع زملاء مهنته المرموقين ان يصلوا لهذا العدد المذكور في الاعلان فلن يستطيعوا الوصول له في سنوات كثيرة فكيف وصل له هذا الطبيب المغمور غير البارز في سنين معدودة فياله من لعب كبير واستغفال لعقول المرضى والجهلاء دونما حسيب او رقيب.
3- وهذا الامر اشد واعنف. وان كان فرع لما سبق فحدث عنه ولا حرج انه امر الاخطاء الطبية التي تحدث بين كل فترة واخرى والتي لم يتم رصد اعدادها بشكل دقيق لغياب المصداقية في ذلك والرد عليها بحساسية من الاطراف التي تعنى بالموضوع بشكل ينفيها ويكذبها دونما حجج او براهين تريح المتضررين ودون محاولة علاجها في كثير من الحالات ونحن نرجو ان تكون هذه الاخطاء في حدود المعقول وان لا تزيد عن مثيلاتها في كثير من الدول المتقدمة إن شاء الله.
4- عقاب المتسبب فيما لو تمت معاقبته لثبوت الخطأ عليه فانه لا يتعدى في حالات متعددة اكثر من وصم العملية بخطأ طبي وايقاف الطبيب مدة معينة يعود بعدها لعمله وتغريمه والمركز الذي يعمل فيه اذا كان يعمل في مركز معين دونما ان ينشر في وسائل الاعلام حتى يعلم الناس بجرمه واذا ما تم ذلك النشر فأنه قد يكون على استحياء وبرموز لا تكاد تكون مفهومة تشير لاسمه او الجهة التي يعمل فيها وان كان من الواجب ان يتم ذلك التشهير الذي هو عقوبة اصلا بذكر كافة المعلومات التي تشير اليه والتي تحقق الغرض المراد من التشهير الذي نصت عليه الانظمة وجاءت بها.
وفي الختام لعلنا ندرك حقيقة ان ما قلناه ليس حكما وانما هو بثور نريد ازالتها حتى تتضح لدينا الصورة الحقيقية المشرقة التي نراها واضحة كالشمس في كافة المجالات الصحية لدينا والتي لم نصل لها الا من خلال حرص قادتنا - حفظهم الله - على عجلة التطور فيها لايصالها الى المراتب العليا في عالمنا والتي تصب في النهاية في رعايتنا كمواطنين غيورين على رفع ديننا واسم بلادنا عاليا في كافة المجالات والله من وراء القصد.
عمرو ابراهيم العمرو - الرياض