قبل اي شيء يقال في هذا السياق لابد ان يتنبه الوالدان للمسؤولية الجسيمة التي يتحملانها تجاه اولادهما، يتحملانها امام خالقهما الذي رزقهما الاولاد في حين حرم غيرهما من هذه النعمة، يتحملانها امام الامة التي تنتظر من بنيها البر بها والقيام بنهضتها وعزتها واعادة كرامتها وهذا لا يكون الا باولاد صالحين منتجين، يتحملانها امام مجتمعهما المسلم وبالتالي الوطن الذي ينتظر منهما القيام بهذه المهمة التي لا يمكن ان يقوم بها غيرهما فكل مشغول بما عنده من مسؤولية لذا تجدك ايها الاب وايتها الام امام سيل من النصوص الشرعية تؤكد وتلزم وتفرض وتنذر وتهدد كلها رافعة مقام التربية ومسؤولية الوالدين.
(يوصيكم الله في اولادكم)، (يا أيها الذين امنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا)، (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)، وفي السنة (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، (ما من عبد يسترعيه الله عز وجل رعية يموت يوم يموت وهو غاش رعيته الا حرم الله تعالى عليه الجنة) (البخاري ومسلم).
بعد هذا ماذا يقول الباحثون الاجتماعيون في اسباب سقوط الشباب في دوامة المخدرات يقولون: ضعف الوازع الديني او قل (ضعف النفس اللوامة)، التفكك الاسري، انحلال الروابط العائلية (كالطلاق او موت احد الوالدين او كليهما، بعد الوالدين عن الاولاد بالعمل او غيره)، ضعف التوازن في التربية، الاعتماد في التربية على الغير (خادمات مربيات اجنبيات بل وغير مسلمات)، الاقامة خارج البلاد في البلدان التي تنتشر فيها المخدرات حتى بلغ الادمان في بعضها مثل امريكا ان واحداً من كل خمسة عمال متأثر بالادمان، الغزو الفكري والثقافي الذي يستهدف اخلاق وثوابت الامة، الظروف الاقتصادية، اسباب مرضية، الهروب من الواقع، البحث عن المتعة، التأثر بمشاهدة افلام ومسلسلات المخدرات، قصور التوعية الاعلامية، التهور والطيش، التجربة وحب الاستطلاع بدافع المغامرة، اغراءات تجار المخدرات، الفراغ، المجاملة والمجاراة.
أيها المسلمون ايها الآباء والامهات كيف نسهم جميعا ونضع ايدينا في يد الدولة حفظها الله في الحرب ضد المخدرات:
1ـ تنمية الوازع الديني (النفس اللوامة) منذ نعومة اظفارهم (تعليمهم الاعتماد على الله، العبودية له، والتقرب له بكل معاني الخير والطاعة، تعويدهم على الصلاة (مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع)، تعويدهم على الصيام وقراءة القرآن وارتياد المسجد، تعليمهم التقوى والخشوع والتسامح، او قل تعويدهم التحلي بالاخلاق الاسلامية الحميدة وتهذيب النفس).
2ـ تشجيع الرقابة الداخلية: فالولد لن يبقى تحت عينيك بل لابد ان يضرب في الارض عاجلا او آجلا فهذه القيمة التربوية هي التي ستمنعه عن ارتكاب مالا تحمد عقباه.
3ـ اشباع الحاجات العاطفية والاساسية.
توفير الاستقرار النفسي والاجتماعي والمعيشي والدفء والحنان العاطفي عندهم، وتوفير الامور الاساسية مثل الطعام والملبس، واشباع الحاجات الشخصية مثل الحب والانتماء والاستقلالية في اتخاذ القرار المبني على المسؤولية والمشورة في الرأي واول ما تبدأ به ان تستشير ابنك وابنتك فيقومون هم باستشارتك لاحقا.
