طالب عبد المجيد فريد رئيس مركز الدراسات العربية (لندن) العرب باعادة تصحيح مواقفهم مع انفسهم نظراً للتغيرات التي حدثت في المنطقة بعد الاحتلال الامريكي للعراق واستبعد عبد المجيد ان تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام اسلوب القهر العسكري مع دول عربية اخرى بل ستلجأ إلى الاعتماد على اسلوب الاحتواء السياسي وحول احتمالات عودة حلف بغداد من جديد بشكل مختلف استبعد عبد المجيد هذا بحكم ان حلف بغداد حينما تم انشاؤه كانت له ظروفه التاريخية والاقليمية بينما الظروف الآن تغيرت تماماً ولاتريد امريكا انشاء هذه الاحلاف التي ستزيد من مساحة العداء لها وحول تفسيره لموقف الجماعات الفلسطينية من رفض خطة الطريق واحتمالات التصادم الفلسطيني الفلسطيني قال عبد المجيد ان رفض الفصائل الفلسطينية للخطة منطقي لان وجود هذه الفصائل في الشارع الفلسطيني مرتبط برفضها للتعاون مع الكيان الصهيوني اما مسألة التصادم الفلسطيني الفلسطيني فهو امر مستبعد تماماً لان الفلسطينيين ليسوا بهذا الغباء ليتنحوا هذه الفرصة لخدمة المخطط الصهيوني.
@ بداية كيف ترى مستقبل النظام العربي بعد الاحتلال الامريكي للعراق خاصة ان بعض المحللين ان هناك انقساماً عربياً واضحاً داخل النظام العربي؟
- ارى ان العرب في الوقت الراهن مطالبون بأن يعيشوا كجزء من العصر الحالي وليس بعيداً عنه لان النظام العالمي تغير تغيراً جذرياً ونحن كعرب اذا استمررنا بهذا الوضع بينما العالم يتغير من حولنا فسنخرج خارج دائرة التاريخ المعاصر فالنظام العربي القائم يحتاج إلى اعادة تصحيح من خلال اعادة هيكلة الجامعة العربية فلو استمر اداء الجامعة العربية كما هو سيسير العرب في عكس اتجاه رياح التغيير والتطوير في العالم فلذلك لابد ان يتطور نظامنا العربي إلى الافضل ولا بد ان يكون هناك اهتمام اكبر بالمصالح العربية المشتركة واعتقد انه من الضروري اقامة برلمان عربي يعبر عن هموم ومشاكل وتطالعات الشعب العربي في دعم وحدتهم كما هو القائم في الاتحاد الاوروبي وهذا هو الحل الوحيد لمواجهة المخطط الامريكي القائم على فرض الهيمنة الامريكية على عالمنا العربي وكانت هناك دراسة امريكية لكيفية التعامل مع العالم العربي قبل 11 سبتمبر وكانت تهدف هذه الدراسة إلى تغيير معالم المنطقة العربية لصالح السياسة الامريكية وجاءت 11 سبتمبر لتعجل بتنفيذ هذه الدراسة القائمة على ضرورة تغيير خريطة المنطقة لصالح مخطط الهيمنة الامريكية.
@ هذا يدعونا إلى طرح تساؤل هام. هل ستستمر امريكا في تحقيق مخططها بتغيير معالم المنطقة اعتماداً على استخدام اسلوب القهر العسكري ام انها ستلجأ إلى سياسة الاحتواء؟
- اعتقد انها ستلجأ إلى سياسة الاحتواء وامريكا تملك القدرة على تنفيذ هذه السياسة وذلك من خلال زيادة مساحة الخناق الاقتصادي او التهديد بالممارسات اللانسانية لانتهاك حقوق الانسان وغيرها من آليات الضغط السياسي.
@ بعض المحللين يؤكدون ان هناك احتمالات بعودة حلف بغداد بشكل مختلف من خلال التعاون والتنسيق بين كل من تل ابيب وانقرة وبغداد.. ما هي امكانية تحقيق ذلك؟
- استبعد هذا لان الولايات المتحدة ليست في حاجة لاقامة مثل هذا التحالف لان امريكا ستعتمد في المرحلة المقبلة على سياسة الاحتواء بدلاً من سياسة التهديد بالقوة وهذه السياسة لا تحتاج إلى احلاف بهذا الشكل اضافة إلى ان اقدام امريكا على هذا الامر سيقلب موازين المنطقة في غير اتجاه ما تريد الولايات المتحدة اضافة إلى ان الظروف التاريخية اختلفت فحلف بغداد في الماضي تم انشاؤه بهدف صد انتشار التيار الناصري في المنطقة واعتقد ان الظروف الآن تغيرت كثيراً.
@ ما هو تفسيرك للموقف السوري من ضرورة ان تشمل خطة الطريق المسار السوري واللبناني وما الذي دفع سوريا لامكانية قبولها بمثل هذه الاتفاقية التي تحتوي على حجم كبير من التنازلات القومية المطلوبة من سوريا؟
- موقف سوريا موقف حرج نظراً لا نها اصبحت تحاط بالمخاطر الامريكية المباشرة بعد التواجد الامريكي في العراق وضعف الموقف العربي المساند للقضية السورية ورغم هذا فانا استبعد كثيراً ان تقدم سوريا على تقديم أي تنازلات تخدم المصالح الامريكية في المنطقة فالسوريون سيحاولون ان يتعاملوا مع الخطاب الامريكي من منطلق انه حوار وليس مطالب امريكية لدمشق. وعلينا ان نقدر ايضاً الظروف التي تعيشها دمشق لانها تعيش ظروفا في غاية الحرج خاصة ان دمشق لها علاقات مع ايران وهذه العلاقة واشنطن غير راضية عنها تماماً ولديها العديد من العلامات الاستفهام على هذه العلاقة.
@ بخصوص خطة الطريق الجماعات الفلسطينية المسلحة رفضت هذه الخطة، ما هو تفسيرك لهذا الرفض وفي حالة استمرار هذه الجماعات لرفضها هل يمكن ان تتحول الساحة الفلسطينية إلى صراع فلسطيني فلسطيني؟ خاصة ان حماس هددت بهذا صراحة واعلنته؟.
- تفسيري لرفض الجماعات الفلسطينية لهذه الخطة لان المنظمات الفلسطينية اذا وافقت على الخطة فهذا معناه انها تلغي وجودها لان وجودها مرتبط برفض الاحتلال وليس الاعتراف به والتعاون معه وبالتالي فالمنظمات الفلسطينية ستستمر في هذا الموقف الرافض لاي تعاون مع اسرائيل اما احتمالات نشوء صراعات فلسطينية فلسطينية فهو امر مستبعد لان الفلسطينيين ليسوا بهذا الغباء حتى يقعوا في هذا الفخ الذي قد يخدم بالدرجة الاولى المصالح الاسرائيلية.
@ ما هو تفسيرك للموقف الامريكي من الرئيس عرفات؟
- تفسير موقف البيت الابيض من الرئيس عرفات هو موقف مبني على ان عرفات لم يعد يملك القدرة على اتخاذ القرارات التي تراها الادارة الامريكية تخدم مصالحها اضافة إلى انه يمثل رمزاً تاريخياً للمقاومة الفلسطينية وامريكا ليس لديها مانع ان تجعله في اطار الرمز بعيداً عن اتخاذ القرارات الفاعلة في مصير القضية الفلسطينية وتبحث عن اخرين يعملون في اتجاه المصالح الامريكية وتحاول امريكا حالياً ان تفقد عرفات صلاحيات القيادة وتبحث عن البديل ليخدم مصالحها.
@ وهل يكون ابو مازن قادراً على تنفيذ هذه التوجهات الامريكية او الخضوع للمصالح والضغوط الاسرائيلية؟
- ابو مازن لديه اوراق تعتمد على الاسلوب السياسي والمراوغة من اجل الوصول إلى ما يهدف اليه واعتقد ان جميع الفصائل الفلسطينية مطالبة بان تعطي ابو مازن الفرصة لاظهار ما لديه من امكانيات الضغط على اسرائيل لعودة مسيرة السلام إلى اتجاهها الصحيح.
@ اخيراً وفي ضوء كل هذه التطورات كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية؟
- للاسف مستقبل القضية يتسم بالظلمة ومساحة التشاؤم تجاه مستقبل القضية الفلسطينية اكبر من مساحة التفاؤل. اسرائيل لديها اصرار قوي على الاستمرار في سيناريوهات الهيمنة التي تريد ان تفرضها على المنطقة وذلك من خلال مساعدة الولايات المتحدة على ذلك واسرائيل ستحاول ان تجهض أي محاولة للسلام في المنطقة واستقرارها حتى خطة الطريق التي تبناها المجتمع الدولي ودعمتها الولايات المتحدة واسرائيل لديها 15 ملاحظة عليها.