DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الرهان على "خريطة الطريق"

الرهان على "خريطة الطريق"

الرهان على "خريطة الطريق"
الرهان على
أخبار متعلقة
 
حدثان كبيران تقررا هذا الاسبوع: قرار من بوش بانتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق، تحقيقاً لما يراه نصراً ثانياً على الارهاب بعد أفغانستان.. وان كانت الكلمة الرئيسية اشارة الى أن الحرب لم تنته بعد.. صحيح أن بوش حذر من أن عملية التحول نحو الديمقراطية ستستغرق بعض الوقت.. غير أنه قد وعد بأن القوات الامريكية ستغادر العراق بمجرد انتهاء مهامها، ذلك دون تحديد موعد لمتى تتم المغادرة.. وقد سلم بوش بعدم اكتشاف أسلحة للدمار الشامل في العراق حتى الآن.. رغم أن العثور عليها هو سبب نشوب الحرب أصلاً.. والحدث الآخر الكبير هو صدور ما سمي بـ "خريطة الطريق" في الصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي.. والوثيقة تدعو الى وقف فوري لاطلاق النار، وشن حملة مطاردة على المسلحين الفلسطينيين، وانسحاب القوات الاسرائيلية من أراضي السلطة الفلسطينية، وازالة المستوطنات اليهودية التي أقيمت على الاراضي المحتلة منذ عام2001 .. ان الخطة تسعى الى تسوية الصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي على مراحل حيث يمكن أن تقود الى قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005. وقد رفضت الولايات المتحدة واسرائيل التعامل مع عرفات الذي لا يزال محاصراً في مقره في رام الله منذ عدة شهور.. ويطرح الحدثان عدداً من الاسئلة: هل النجاح الذي أحرز في العراق هو نجاح سوف يشجع على خوض مزيد من الحروب في الشرق الاوسط.. أم أن صدور "خريطة الطريق" يؤذن بأن عملية منسوبة الى السلام ستحتل هي الآن مقدمة المسرح؟.. هل اليد العليا سوف تكون لفريق المتشددين في الادارة الامريكية.. أم تصبح الآن لفريق رجال السياسة الذين يفضلون معالجة الازمات بالطرق الدبلوماسية ؟.. باختصار، هل يكون النفوذ الاكبر لرامسفيلد أم لباول.. وكلاهما زار ـ أو يزور ـ منطقة الشرق الاوسط في الاسبوع الراهن. وماذا عن سوريا؟ وقد زار باول سوريا يوم السبت الماضي.. ونظر بعض المراقبين الى الزيارة على أنها الحدث الاهم في الجولة كلها.. فكان الملف السوري يضم أكثر من باب.. كان هناك موضوع حال، هو أن العديد من المسؤولين بالعراق سابقاً قد تطلعوا الى اتخاذ سوريا ملاذاً لهم بعد انهيار حكم صدام حسين.. وكان هناك الوجود العسكري السوري في لبنان، ورفع البعض شعار أن هذا الوجود لم يعد يستند الى اتفاق.. كان هناك باب ايواء سوريا لمنظمات تدرجها الادارة الامريكية ضمن المنظمات الارهابية، على رأسها حزب الله وحماس، ومنها أيضاً منظمة فلسطينية مقرّها دمشق، وموصوفة بـ "جبهة الرفض".. وكان هناك باب انتاج أسلحة للدمار الشامل، وبالذات أسلحة كيماوية.. على رأس قائمة هذه الاسلحة، الجمرة الخبيثة ( الانثراكس ) والمادة السامة فيه اكس. وقد مهّد باول لزيارة سوريا بإعلانه أن ازاحة صدام حسين من السلطة في العراق قد غيرت التوازنات في الشرق الاوسط برمته.. و أن الفرصة أصبحت الآن سانحة لاستئناف عملية السلام.. وحسب "خريطة الطريق"، من الممكن قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005.. غير أن هذا يفترض تغييرات تحكمها المستجدات في الموقف بوجه عام.. حل حزب الله وربما كان في ذلك ما يفسر اعطاء كولن باول الاولوية في محادثاته مع بشار الاسد لقضية حزب الله، والمطالبة بحله على وجه العجلة.. فقد لبى بشار الاسد بعض ما طلبته الادارة الامريكية، خاصة فيما تعلق بتسليم مسؤولين عراقيين احتموا بسوريا، وأرادوها ملاذاً لهم، أو معبراً الى مأوى آخر.. وقد أعلن الجانب السوري أنه حريص على حوار مع الجانب الامريكي، لا أن يُملي هذا الاخير عليه شروطاً، ولا أن يواجه سوريا بـ (انذارات).. بيد أن طلب حلّ حزب الله طلب صعب، يمس في الصميم شؤون سوريا الداخلية، وربما كان من هذه الوجهة اختباراً لما تعنيه سوريا بـ (حوار مع الجانب الامريكي).. أبعاده وحدوده.. ومن المعروف أن لسوريا علاقات تاريخية مع ايران.. وأن حزب الله ومدى ما هو متاح له من أنشطة تعبير صادق عن مدى سلاسة العلاقة بين الدولتين.. فأي مساس بحزب الله هو مساس في الصميم بالعلاقات السورية: الايرانية.. ولا تملك سوريا أن تلبي بسهولة مطلب واشنطن بحل حزب الله.. ولو لمجرد أن تلبية هذا المطلب بسهولة انما هي دعوة لتقدم الادارة الامريكية بمطالب اخرى من الصعب تلبيتها، مثل المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان.. ان سوريا في النهاية عرضة لضغط متواصل، وربما أيضاً متصاعد، الامر الذي يرجح أن تجد نفسها في يوم ما، فجأة، في حالة مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، وأن السيناريو الذي سبق الحرب على العراق هو سيناريو وارد أن يتكرر مع سوريا، فمع ايران.. هذا كله يؤذن أن النجاح الذي أحرزته الولايات المتحدة في العراق هو نجاح سوف يشجع على خوض حروب اخرى في الشرق الاوسط، أياً كان مصير (خريطة الطريق).. والمداولات التي تجري حولها.. وحتى لو بلغ الامر حد عقد مؤتمر جديد على غرار مؤتمر مدريد، بحثاً عن أسس جديدة لتجاوز المأزق الراهن المستحكم على اتساع الشرق الاوسط.. رهان أنصار اسرائيل في أمريكا غير أن العنصر الاكثر حسماً، لو كنا بصدد اندلاع حروب اخرى في المستقبل المنظور، أم كنا بصدد اعطاء الاولوية لعملية تستهدف ترجيح التوصل الى تسوية في الصراع العربي ــ الاسرائيلي.. ولا أقول الصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي فقط، ذلك أن أية تسوية لن تستقر لو لم تكن تشمل سوريا.. ان العنصر الاكثر حسماً في تقرير هذا أو ذاك.. التوجه الى الحرب أو التوجه الى السلام.. هو موقف (اللوبيهات) المناصرة لاسرائيل داخل الولايات المتحدة.. فمنذ أسبوع، استقبل أبو مازن، في حضور بعض أعضاء وزارته، أعضاء الرباعية (الكوارتيت)، لارسن عن الامم المتحدة، وموراتينوس عن الاتحاد الاوروبي، وفودرين عن الفدرالية الروسية، وفيلدمان عن الولايات المتحدة ليتسلم منهم رسمياً نص (خريطة الطريق).. ذلك بينما اكتفى بوش بتكليف المتحدث باسمه أن يدلي بتصريح صحفي أعلن فيه أن الوثيقة قد صدرت.. وان كان في هذه الواقعة من دلالة، فإنها تشير الى أن ادارة بوش تجد حرجاً في الاحتفال باستئناف المفاوضات في عملية السلام، على الاقل عندما يخاطب جمهوره الداخلي، وبـالـذات اللوبيهات المناصرة لإسرائيل، في وقت حساس يسبق انتخابات الرئاسة الامريكية بعد عام.. والجدير بالذكر أن اللوبيهات المناصرة لإسرائيل في أمريكا ليست كلها يهودية.. بل أغلب هذه اللوبيهات المناصرة لبوش من اليمين المسيحي المتطرف.. ان أغلب اليهود الامريكيين يعطون أصواتهم - تقليدياً - الى الحزب الديمقراطي.. أقول تقليدياً، ذلك أن الامر قد يكون قد تغير منذ تولي جورج دبليو بوش الرئاسة !.. ثم أن بعض هذه اللوبيهات تراهن على أن المطالب المتضمنة في (خريطة الطريق) (حتى اذا ما غضضنا النظر عن التعديلات التي يطلبها شارون والعديد من أطراف ائتلافه الوزاري الممعن في التطرف اليميني) هي مطالب مرفوضة.. فقد أعلنت حماس بقطع الايدي التي تحاول مصادرة أسلحتها.. ومن هنا المراهنة على أن وزارة أبو مازن محكوم عليها بالفشل.. ومن هنا، فلا أساس للاعتقاد أن (خريطة الطريق) وارد التمسك بها كمرجع.. ثم هناك المفاجأة باستقالة زعيم حزب العمل الاسرائيلي بعد نصف عام من ممارسة عمله.. مما يعني تعزيز مركز اليمين المتطرف الاسرائيلي الى غير حد !.. فليس هناك ما يبرر التخوف من استئناف مفاوضات مجدية في أي مستقبل منظور!..