من اغرب التصريحات التي قرأتها في الصحافة المحلية، تصريح للاخت النشطة نبيلة العنجري حول السياحة في الكويت، والتصريح بقدر ظرافته اضحكني من اعماق قلبي واسعدني بعض الشيء وسط هذا الجو الكئيب الذي نعيش فيه، خصوصاً هذه الايام. تقول الاخت الفاضلة نبيلة في تصريحها ان هناك اهتماماً عربياً واجنبياً بمشاريع الكويت السياحية.
فمع احترامنا لهذا التصريح الذي نراه واسع شوية يا اخت نبيلة، الا اننا نريد ان نسأل: ما المثير والجذاب للغرب والاجانب لكي يغامروا بالقدوم للسياحة؟
الا اذا كانت الانتخابات الفرعية هي التي تجذب السياح، على اعتبار اننا الدولة الوحيدة في العالم التي تتميز بكسرها للقوانين من قبل نواب البرلمان والوزراء، وبالتالي تصبح هذه الميزة فرجة ببلاش للسياح على هذه المسرحيات الساخرة من القوانين. وبحكم ان الاخت نبيلة من المتخصصين بالسياحة وتنميتها في الكويت، تعرف اكثر من غيرها ان من المحال ان تكون الكويت سياحية في ظل سياسة الممنوع والمايجوز .فمن السذاجة ان نصدق ان العالمين العربي والاجنبي يصدقان ان لدينا سياحة، او حتى ان نقول انهم يهتمون بالسياحة في الكويت، فإذ كان هذا اهتمامهم، فماذا تركنا لدول جبال الالب ودزني لاند باريس والغابات الخلابة لاوروبا، وسفاري افريقيا؟ اي اجنبي عبيط يترك متحف اللوفر ومسارح البرودواي ليأتي الى سوق شرق ليمارس سياحة المخازر؟ اي اجنبي يمكن ان يترك الآثار الفرعونية ليأتي لمشاهدة آثار فيلكا اليتيمة؟.
اما الاخوة العرب غير الخليجيين بالطبع عندما يأتون لنا حتى باسم السياحة، هل يستطيعون الدخول الى الجنة الكويتية دون الحصول على كفيل؟ فالمحظوظون من الاخوة العرب الذين يمكن ان يأتوا الى الكويت، اما هم قادمون للعمل او لزيارة بكرت بائس مختوم خمسمائة ختم ومساءلة بعد ستين واسطة وبوس خشوم وترجي لكي تمرر المعاملة من جهابذة الهجرة والامن، وكأن القادم إلينا متهم حتى تثبت ادانته. فالتواضع بالتصريحات يا سيدتنا الفاضلة مطلوب، والاعتراف بالقدر المحتوم الذي نحن فيه هو اول طريق السياحة، فيكفينا يا اختنا العزيزة رصد اعمال لجنة تطوير الجزر القاحلة، والتي ما زالت ولن تكون غير قاحلة، يعطيك املاً كاذباً بأنها ستكون جزراً تنافس جزر الهاواي، كما ان الجزيرة الخضراء التي سميت بهذا الاسم لا نعتقد انها ستجذب ستين مليون سائح جالوا في باريس وضواحيها العام الماضي فقط، اي اكثر من عدد سكان الكويت السياحية ومقيميها بعشرات المرات. فأي سياحة في الكويت يا سيدتنا الفاضلة؟ فأقل ما فيها اسألي اصحاب الفنادق الذين جاءت لهم حرب تحرير العراق هدية من السماء، اسأليهم بارك الله فيك قد يفتحون لك خزائن القهر المعمر بقلوبهم على ما صرفوه من اموال استثمروها في تلك الفنادق الخاوية التي تعتمد اعتماداً كلياً على حفلات الزواج واقامة البوفيهات، والزوار الرسميين على حساب الحكومة، واخيراً اذا كنت تريدين السياحة الصحيحة والفعلية فأول قرار يجب ان يتخذ هو قرار الغاء القوانين التي اغلقت الكويت على اهلها، بحيث اصبح حتى نبيلة العنجري تهرب للسياحة في الخارج من هذه القوانين والقرارات الجائرة بحق السياحة، وتصريح غازي النفيسي واضح وضوح الشمس بأنه رد على ما كنت تحاولين تلطيفه يا عزيزتنا نبيلة وسامحينا.