زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مساء امس أنه مستعد للتفاوض مع سوريا بدون شروط مسبقة. ورد على سؤال خلال مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي عما اذا كان مستعدا لاجراء محادثات سلام مع سوريا: انني مع اجراء محادثات مع اي دولة عربية بدون شروط مسبقة، السوريون بالطبع ستكون لهم مطالب عندنا وبالتاكيد اننا ستكون لنا مطالب عندهم، نحن مستعدون للجلوس ومناقشة هذه القضايا. وتصر سوريا على ان ترتكز اي مفاوضات على نتائج مساعي السلام السابقة وقرارات الامم المتحدة وهو ما ترفضه اسرائيل. وانهارت محادثات سلام عام 2000 بسبب الخلاف على مستقبل مرتفعات الجولان.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة السفير اللبنانية نقلا عن مصادر فلسطينية في دمشق قولها ان المجموعات الفلسطينية التي لها مكاتب في العاصمة السورية ستعمد الى تجميد نشاطها على الساحة السورية بهدف عدم احراج سوريا التي تطالبها الولايات المتحدة بالتخلي عن اي دعم لهذه المنظمات. وقالت هذه المصادر ان الفصائل الفلسطينية في دمشق بدأت باتخاذ اجراءات عملية تتعلق بتجميد نشاطها على الساحة السورية وذلك في خطوة منها لنزع الذرائع التي تعمل الادارة الامريكية على الاستناد اليها في ممارسة الضغوط السياسية على سوريا، بحسب السفير. واضافت ان اجراءات الفصائل تلك جاءت وفقا لقراءتها السياسية وتقديرها لدقة وحساسية المرحلة وصعوبة الظروف المحيطة بالمنطقة بعد الاحتلال الامريكي للعراق وان سوريا هي الهدف التالي للادارة الامريكية. واكدت المصادر الفلسطينية ان حماس والجهاد الاسلامي هما من ضمن الفصائل التي ستجمد نشاطها لكنها ستواصل نضالها ضد الاحتلال على الاراضي الفلسطينية وانها متمسكة ببرنامجها وثوابتها. وبحسب الصحافة اللبنانية، فان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع استقبل ممثلي 11 منظمة فلسطينية قبل ثلاثة ايام من زيارة وزير الخارجية الامريكي كولن باول.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان مكاتب حماس والجهاد الاسلامي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق قد اقفلت على ما يبدو بعد ظهر أمس الخميس. وفي مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في دمشق اعلن حارسان عند المدخل انهما لا يعرفان شيئا بخصوص اقفال مكتبهما. ونقلت صحيفة السفير اللبنانية المقربة من سوريا ان الولايات المتحدة لا تطالب باقفال المكاتب وحسب وانما ايضا بطرد مسؤوليها من سوريا.
وبحسب المصدر نفسه، فان سوريا لم تطلب ذلك حتى الان لكن المجموعات الفلسطينية بحثت وسائل الحد من الضغوط التي تمارس على دمشق وخصوصا بشأن مكاتبها. وكانت حركة الجهاد الاسلامي قد ذكرت يوم الاثنين ان اوضاع مكاتبها في دمشق لم تتغير، بعد اعلان وزير الخارجية الامريكي كولن باول عن اقفال مكاتب منظمات راديكالية لم يسمها في العاصمة السورية.