لم اتوقع ان يغمرني هذا الشعور بالفرح والذي غاب عني فترة طويلة حينما سمعت بانشاء وزارة الثقافة والاعلام, تساءلت كطفلة اهداها والدها لعبة كانت تتمناها طويلا فوجدتها امامها فجأة او كرحالة مغامر بين الكهوف والجبال يجد مصباح علاء الدين السحري فيتساءل ونتساءل معه ماذا اريد.. تختلط المرئيات بنظري فأرى شريطا طويلا من الامنيات والاحلام والاوهام.. بماذا ابدأ وبماذا انتهي؟؟ ما هو الاهم فالمهم ثم الاقل اهمية وهل ستكون هذه الوليدة الجديدة بقدر الآمال والطموحات التي غمرناها بها قبل ان تولد وبعد ان ولدت ألجمنا الفرح من ان نطالب بالمزيد.. وزارة للثقافة تعنى اعتراف الدولة رسميا بالثقافة وانها جزء لا يتجزأ من معالم اي وطن ودلالة اكيدة على ما وصل اليه الفكر من ارتقاء وتطلع ونماء.. ان وزارة الثقافة اسم على مسمى فهي ستعمل على جمع شتات المثقفين وحصر انتاجهم وابداعهم وفكرهم تحت مظلة واحدة تكون معنية بكل ما يهم المثقف والاديب من اقامة المهرجانات الثقافية ودعم الكتب الادبية والفكرية وتنظيم المشاركات الخارجية في المؤتمرات والندوات الثقافية وتشجيع البحث والانتاج الادبي وتنمية المواهب الثقافية الجديدة. لكن هناك سؤالا يطرح نفسه هل تستطيع هذه الوزارة الجديدة او قسم منها القضاء على الشللية المتنفشية هنا وهناك في بعض صروح الثقافة وهل ستفرض عليهم عدم التفرقة بين الادباء والمثقفين والمفكرين بنوعيهم وانه لا مجال لتلميع احد على حساب احد آخر او تهميش فلان لعداوة مسبقة او خلاف شخصي او غيره. فعلى سبيل المثال لا الحصر احد نوادي القصة في المنطقة الغربية يرأسه دكتور لا يحمل من الدكتوراة سوى اللقب فهو اقليمي الهوى متعصب الفكر منغمس في القبلية والانتماء حتى النخاع. لا يرى سوى شخصية ادبية واحدة يلمعها بشتى الطرق الممكنة وغير الممكنة وفي سبيل هذا الامر فانه يهمش الادباء الآخرين ممن لا ينتمون لنفس منطقته او منطقة لا فرق فعندما يتحدث عن القصة يحصر اشخاصا محددين وعن الرواية نفس الاشخاص وفي النقد هم هم.. و.. و.. بدون اي محاسبة للذات وان هذا الامر مسئولية كبيرة لانه ينتج عنه دراسات ادبية ناقصة ومشوهة لكنه مستعد ان يخوض حرب داحس والغبراء من اجل ابناء قبيلته.