بطبيعة الحال، نحن هنا شعب يحب النظام ويحترم تطبيقه ايا كان، ولا يفكر البني آدم عندنا ولله الحمد في كسر اللوائح وتجاوز التعليمات من اللحظة التي يكتسب فيها بطاقة الاحوال المدنية التي يصبح بموجبها مسئولا عن افعاله وتصرفاته في نظر الدولة والمجتمع وحتى صدور شهادة مغادرته لعالم البشر الحالم.. وقد يتفوق المواطن هنا على مواطني دول مشهود لها في تبجيل النظام كالسويد واليابان في مسألة غاية في الاهمية الا وهي الالتزام بالقانون حتى في الحالات التي لايكون هناك رقيب او حارس بوابة لحماية النظام.. بل ولربما تفوقنا على الانجليز في مسألة المسئولية الاجتماعية والتي تملي على المواطن محاربة اية خروقات تطال النظام من قبل الجيران والاصدقاء او حتى افراد عائلته وابلاغ الجهة المعنية لتتخذ حيالها العقوبات اللازمة.. فالمواطن هنا ولله الحمد ممكن لو ذهب للكورنيش للنزهة مع العائلة فانه لايتردد في توجيه ابنائه والمدام فيما لو اساءوا للمرافق الترفيهة وقد يصل به الامر للاتصال ببلدية الكورنيش لمعاقبتهم وتطبيق النظام بحقهم.. هنا لاغرابة في ان تجد مواطنا يذهب لقسم المرور مبلغا عن تجاوزه لاشارة مرورية او حده لمواطن اخر عفويا ليطبقوا بحقه الجزاءات الرادعة.. ولا تتملكك الدهشة عزيزي القارئ ان تصادف ووجدت مواطنا هنا يعيد لمحاسب الرواتب في ادارته مبالغ لايستحقها من ايام لم ينتج فيها ماهو مطلوب منه نظاميا.. بل قد يصل الامر بالمواطن هنا للتنازل عن ترقية وظيفية او زيادة مالية حصل عليها بمحسوبية مثلا او مجاملة وبوساطات الدنيا والاخرة فيما لو اكتشف ان زميلا اخر له ظلم بسببه لاسمح الله.. فالنظام هنا صدقوني ماعندنا مشكلة فيه ولا في تطبيقه وكل الامور عال ولله الحمد والوضع العام يبشر بخير، بس ضروري نرشد افعالنا وتصرفاتنا اللي حيكت عنها آنفا حتى لانتسبب في تعقيد واحباط للشعوب الاخرى ويمكن تصيبنا عين ماصلت على النبي وماعاد نميز الفوضى من النظام.