يعتبر ورم الشبكية الخبيث او ما يسمى بالريتنوبلاستوما من الامراض النادرة نسبيا حيث تحدثتا الكتب الطبية ان نسبة حدوثه لدى الاطفال يتراوح بين 1 الى 25000 ولادة وفي الغالب يصيب شبكية عين واحدة الا انه قد يأخذ منحى آخر فبدلا من البدء بالاصابة وحدية الجانب قد تظهر بؤرة ورميه في الشبكية المقابلة الا ان ثلثي الحالات تعتبر وحيدة الجانب وعادة يشخص هذا الورم لدى الاطفال قبل سنة الثانية من العمر وقد يكتشف ايضا في الاشهر الثلاثة الاولى من العمر نتيجة للتقييم الدقيق للطفل ويعتبر هذا الورم عالي الخبث وقد يكون الحول هو العلامة المبكرة الا انه يلاحظ الورم خلال الانعكاس الابيض الحاصل في منطقة البؤبؤ - ان اول من يلاحظ الاضطراب في عين الطفل هما الابوان حيث يلاحظا المظهر المبيض للبؤبؤ بشكل جيد خاصة عندما تتحرك العين وهذه الكتلة البيضاء المرئية تشاهد بشكل اكثر في الاطفال الكباروالذي قد يتطور في محيط الشبكية وينمو مسببا غياب الرؤية - ويجب ان يتم التشخيص مبكرا حتى لا ينتشر الورم في الدم حيث تدخل خلايا الريتنوبلاستوما في الدوران لتصل الى نخاع العظم وقد ينتشر الورم ايضا في الغدد اللمفاوية والكبد ويصنف الورم الى خمس مراحل حسب امتداد الورم وسرعة تشخيصه ويعتمد علاج هذا الورم على المرحلة التي تم اكتشافه فيها وعلى العموم فان علاج الورم وحيد الجانب والذي يصيب عينا واحدة يقوم الطبيب باستئصال الورم، اما اذا كانت الاصابة ثنائية (كلا العينين) فان العين ذات الاصابة الاقل شدة تعالج بالاشعة بينما تستأصل العين الأخرى وللحصول على نتائج جيدة يضاف الى ذلك العلاج بالمواد الكيمياوية وقد تصاب الجملة العصبية المركزية بسبب التأخير في التشخيص والعلاج ويضطر الطبيب المعالج الى اضافة المعالجة الشعاعية لقاعدة الدماغ او الرأس بكامله ويذكر العلماء ان حوالي 6% من الريتنوبلا ستوما يصيب العائلات وان هناك انتقالا وراثيا يجب ان يؤخد في الحسبان.
ان معرفة اسباب السرطانات هو المفتاح الاساسي للوقاية والعلاج وان الملاحظات السريرية في ممارسة طب الاطفال ذات قيمة في البحث العلمي ومثل هذه الملاحظات تتعلق بالاضطرابات العائلية والامراض السابقة التي اصيب بها الطفل والمعالجات التي تم اخذها والتعرض للبيئة فمعرضة جميع ذلك قد تساعد طبيب الاطفال المختص في الكشف المبكر لمثل هذه الامراض والحصول على نتائج افضل.
*استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان