واصلت إسرائيل تصعيد عمليات القمع على ما يبدو استباقا لزيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي يتوقع أن يصل الى القدس المحتلة اليوم السبت ويعقد غدا ـ بسبب ظروف السبت اليهودي ـ مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس. ويرى مراقبون أن زيارة باول قد تكون بداية خلاف مع شارون, لأنه وقبل تنفيذ خطة السلام يتعين على الحكومة الإسرائيلية الموافقة على الوثيقة، وإذا رفضتها فإن على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تقرير مدى الضغط الذي يمكن أن تمارسه على شارون للانضواء تحت استراتيجيتها في الشرق الأوسط.ولم تظهر حكومة شارون حتى الآن استعدادا كافيا للعدول عن أسلوب الضربات الوقائية ضد الناشطين الفلسطينيين حتى وإن كان على حساب مدنيين أبرياء مما يزيد من شكوك الفلسطينيين. ويستبعد بعض المحللين أن تسفر زيارة باول عن إجابة حاسمة عما إذا كانت إسرائيل ستقبل خطة السلام وتجميد أعمال البناء في المستوطنات اليهودية وتقبل أيضا بقيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005 أم لا.
وكانت الولايات المتحدة قد جددت الخميس إدانتها لما سمته عمليات (القتل المحددة) التي تستهدف الناشطين الفلسطينيين والتي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. لكنها في الوقت نفسه أعلنت أن (لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس) في مواجهة الهجمات الفلسطينية.. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر أن هذه الممارسات تعرقل الجهود الرامية إلى بلوغ السلام وتزيد من تفاقم الوضع في المنطقة ولا تسهم في تقدم الإصلاحات في الجانب الفلسطيني.