لاشك ان مدخلات المناهج التعليمية داخل مؤسساتنا التربوية والتعليمية لاتزال بعيدة كل البعد عن مخرجات المناهج التي يحتاجها سوق العمل ويتطلبها الشباب الراغب في العمل وما زالت هناك فجوة وهوة عظيمة تحتاج للردم, ويوجد لدينا اعداد هائلة من الخريجين كل عام تقدر بالآلاف نحتاج الى تأهيلهم وتدريبهم مجددا, ليتسنى لهم ممارسة الاعمال والمهن المنوطة بهم, فالى متى هذا القصور يا وزارة التربية والتعليم؟
وعلى القطاع الخاص ان يستوعب المرحلة الراهنة ويستشعر مسئولياته الدينية والاجتماعية والوطنية والاخلاقية وعليه ان يتفهم دوره في التنمية ودفع عجلة التطور والتفاعل بشكل مؤثر وفاعل مع القطاع العام الحكومي. وبالتأكيد ان منشآت القطاع الخاص المختلفة قادرة على استيعاب مجمل ومعظم الوظائف والاعمال والمهن والحرف متى ما اراد القائمون عليها ذلك ووجدت الثقة المتبادلة والاهداف الواضحة للجميع.
فبرامج ومشاريع السعودة للاسف الشديد لا تزال تراوح مكانها فمنذ الخطة الخمسية الخامسة 1410-1415 وحتى الخطة السابعة 1420-1425 وهي ما تزال في مرحلة التنظير والحديث والاقوال اكثر بكثير من الافعال وما يزال هناك تباطؤ وتكاسل في تنفيذ القرارات والبرامج المشجعة على السعودة وما تزال تلك القرارات اما حبرا على ورق او حبيسة الادراج والعقول او خجولة بين التنفيذ الصارم والمرونة المطلقة ولنكن اكثر صراحة ونقول ان البطالة غالبا في مجتمعنا هي بطالة اختيارية ونحتاج الى توعية المجتمع وتغيير انماط سلوكه وفكره وعاداته. ولابد ان نكون صرحاء مع انفسنا وذاتنا ومجتمعنا ولابد ان يكون نقدنا لذاتنا وسلوكنا هو من باب الرغبة في اصلاح الخطأ والزلل, وتعزيز تنمية الجوانب الايجابية فينا والتقليل والحد من الجوانب السلبية والقضاء على بعض الآثار والظواهر الناتجة عن البطالة والفراغ ولاشك ان هناك تقصيرا ملحوظا من المؤسسات التربوية والرياضية ومازلنا بحاجة ماسة الى اندية داخل الاحياء والمدن ولو باسعار رمزية مشجعة تحتوي على مناشط اجتماعية وثقافية وفكرية ورياضية, كما لازلنا بحاجة الى الاستفادة من المبنى التعليمي داخل الاحياء والمدن خارج اوقات الدوام الرسمي لممارسة الانشطة والفعاليات اللا منهجية واللاصفية لشغل اوقات الشباب بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالخير والفائدة.