عزيزي رئيس التحرير (هي وحدها سكن الرجل) تحت هذا العنوان اللطيف الذي كتبت الاخت فائقة السنان من الجبيل تقول: (ان سكن الرجل امر نفسي وسر وجداني يجد فيه السعادة التي ينشدها وذلك لا يتحقق الا في ظل الزوجة الصالحة انها سكن الرجل الذي يسكن اليه، والينبوع الذي يفيض بالعطاء والرحمة وهي مصدر الطمأنينة في قلبه.. كل هذا يتحقق بوجود الزوجة التي عبر عنها القرآن الكريم بأنها سكن للزوج فتكون حياته مستقرة اذ يسكن الرجل اليها عندما يصيبه الضجر او الفزع او ي عارض يعكر مزاجه فهو يحكي لها ويخبرها عما يحس به ويخرج لها ما في اعماقه طمعا منه في التخفيف عنه ومواساته وطرح بعض الحلول له وتعبر له عن تفهمها لما حدث وتكون معه قلبا وقالبا تنسى او تتناسى كل شيء من اجله وتمنحه حبها وحنانها بكل صدق واخلاص.
ثم ذكرت بعد ذلك حسن اختيار الزوجة التي تمنحه كل ذلك بعيدا عن المجاملات ورفض اي تدخل قد يؤثر على حسن الاختيار او تحديد المصير ويمكن ذلك الاختيار كما قالت الاخت فائقة مبني على اقتناع الطرف الآخر من اجل التوافق بين الطرفين وجعلت لذلك اسسا يجب مراعاتها وهي:
1- التوافق الفكري
2- المستوى الثقافي والديني.
3- تقارب الحالة الاجتماعية
4- سلامة الحالة الصحية.
وعللت ذلك بأنه متى ما تحققت هذه الاسس فاننا قد تجنبنا اسباب الخلافات التي قد تحدث بعد ذلك وتختتم قولها قائلة: فجمال المرأة يكمن في دينها وثقافتها ومستواها الفكري وذلك يعطيها القدرة على مجابهة الحياة والصبر والتحمل على ما فيها من معاناة وستكون بهذه الصفات سندا لزوجها وكما يقال (وراء كل رجل عظيم امرأة) ان المرأة (والكلام للاخت فائقة) الكبيرة بمشاعرها وعطائها وتفكيرها من شأنها ان تهدي الرجل الى طريق النجاح ودعم ثقته بنفسه امام مختلف الظروف؟ انتهى كلام الاخت فائقة التي فاقت بكلامها هذا كل التوقعات وكل الظنون وكل الشكوك التي قد تحوم حول المرأة من انها كائن لا يعترف بالفضل ولا بالجميل ولا بالاحسان فها هي الاخت فائقة تدحض كل تلك الافتراءات وكل تلك الشائعات بما قالته هنا فكم نحن في حاجة الى مثل هذه الكتابات الرزينة والنزيهة والبعيدة عن المعارك التي افتعلها من لا يريدون للحياة الزوجية ان تستقر او للزوج والزوجة ان يمارسا حياتهما في حب ووئام. نعم يا اخت فائقة الرجل في حاجة الى مثل هذه الزوجة التي تفرغ شحنات اليأس والاسى والحزن من زوجها وتواسيه عندما تدلهم به الخطوب وتتناوشه الهموم من كل جانب.. اننا نقدر للمرأة الزوجة ذلك ويبني لها في دواخلنا صروحا من الحب والحنان والرأفة والتقدير انها فعلا عظيمة تلك التي تقف وراءنا لتدفعنا الى سلم النجاح والتفاؤل بالحياة فشكرا لها الف شكر.
عبده محمد علي جماح الحميدي
المدينة المنورة
