DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الدكتور الجمعة: إيجابيات النشر أكبر من السلبيات

الدكتور الجمعة: إيجابيات النشر أكبر من السلبيات

الدكتور الجمعة: إيجابيات النشر أكبر من السلبيات
الدكتور الجمعة: إيجابيات النشر أكبر من السلبيات
أخبار متعلقة
 
أجمع أهل الطب والاختصاص في العالم خلال المؤتمر الصحي العالمي في المآتا عام 1979م على أهمية وضرورة التوعية التثقيف الصحي للشعوب والمجتمعات كمبدأ بوسائل متعددة من بينها ولا شك نشر الأخبار والمعلومات والأبحاث الطبية. ويتجلى أهمية ذلك في احتلال التوعية الصحية المرتبة الأولى في قائمة عناصر الرعاية الصحية الأولية الأساسية لتحسين ورفع درجة صحة الأفراد وصحة المجتمعات في جميع بلدان العالم. ومع ذلك فما زال البعض يرى في انهمار الأخبار الصحية والطبية بشكل كثيف أمراً يجب معالجته نظراً للممارسات الخاطئة التي يتم التعامل فيها مع هذه الأخبار والتي شتتت مفاهيم الكثير حول بعض الأمراض والأدوية والتقنيات الطبية، والذي بدوره أدى إلى أزمة ثقة مع هذه المعلومات الصحية والطبية التي تبث عبر وسائل الإعلام.. حول هذه القضية وعدد من المحاور الأخرى كانت هذه اللقاءات مع بعض المتخصصين في الجانب الطبي والدوائي والإعلامي.. الجديد أولاً في بداية تحقيقنا الصحفي هذا كان اللقاء مع الصيدلي محمد رضا بوحليقة الذي قال: دون شك أن من أهم ما يريد معرفته الرأي العام هو الجديد في صيانة صحته وحمايتها من المرض والعدوى. وهو حق مكتسب ومحمود. وفي نظري أنه لا مجال لمنع الصحافة من نشر الأخبار الطبية ولكن يجب أن تنشر عبر مصدر طبي كفء وبعد مراجعة دقيقة على أن يتحمل هذا المصدر مسئولية المعلومات والتي من المفترض أن تكون كلية طب، كلية صيدلة، ووزارة الصحة.. وأذكر في إعلان صحفي سابق كان تحت عنوان ( لا بهاق بعد اليوم.. بعد اكتشاف الدواء) فهذا الإعلان عمل ضجة كبيرة وتهافت المرضى على الطبيب ولكن النتيجة أن الإعلان كان كاذباً. التوعية الصحية ويرى بو حليقة أنه بالرغم من أهمية الأخبار الطبية إلا أن الصحافة المحلية تفتقر للتوعية الصحية الجيدة. ويقول: جميع وسائل الإعلام مؤثرة ولكن ذلك أيضاً يعتمد على أسلوب الكتابة والإخراج في الصحافة وكذلك في الإعلام المرئي والمسموع فالأخبار الطبية متنوعة منها ما يتعلق باستخدام الأجهزة الطبية وتقنية جديدة، أدوية جديدة أو استعمالات جديدة لأدوية قديمة، اكتشافات طبية، أمراض جديدة وطرق عدوى جديدة، تثقيف طبي. التثقيف والتوعية من جانبه تحدث الدكتور راشد الجمعة استشاري طب الأسرة والمجتمع فقال حول هذا الموضوع: عملية التثقيف والتوعية الصحية يلزم ممارستها من خلال ضوابط وقواعد يجب مراعاتها عند نشر المعلومات خاصة التي تتعلق بصحة وحياة البشر وإلا تركت وراءها آثاراً سلبية وعكسية كبيرة، ومن أهم هذه الضوابط أن تكون المعلومة المعدة للنشر حقيقة علمية موثقة ومستقاة من مصادر موثوقة، أيضا أن تكون صياغة العبارة المتضمنة للمعلومة الصحية واضحة ومحددة وسهلة وبسيطة لتكون في حدود المقدرة الاستيعابية للعامة. وأن يراعى أن ليس كل المعلومات والحقائق الطبية تكون صالحة للنشر وفي كل الأوقات وفي كل الظروف بل لكل معلومة مكانها وزمانها المناسبان.وأضاف الدكتور الجمعة قائلا: نحن على يقين من أن نشر المعلومات الطبية في وسائل الإعلام له تأثيرات في أذهان ونفوس القراء والمشاهدين تتراوح بين السلبي والإيجابي ولكن إذا تم الالتزام باتباع الضوابط والقواعد السالفة الذكر وغيرها في وسائل الإعلام غير المتخصصة فسيكون نفع ذلك كبيرا والإيجابيات أكبر بكثير من السلبيات أن حدثت وذلك للقدرة والتأثير الهائل من قبل وسائل الإعلام في أذهان ونفوس القراء والمشاهدين. وحول طبيعة وحجم ومستوى نشر الأخبار والمعلومات الطبية في وسائل الإعلام المحلية قال الدكتور الجمعة: كل ذلك تحدده الظروف المستجدة وطبيعة الأحداث والمناسبات وعلى سبيل المثال ورود أو حلول وقت الاحتفال بأحد الأيام الصحية الدولية أو إحدى الحملات الصحية الوطنية كل ذلك يستوجب تحضير المادة العلمية الطبية المرتبطة بهذا الحدث وكميته ونوعيته وهو ما يطلق عليه تجاوزاً " التوعية بالأحداث" التثقيف الصحي ويؤكد الدكتور الجمعة أن عملية التثقيف الصحي عملية مستمرة وإذا التزام فيها بالأساليب العلمية والمتطورة مع الاستمرارية يمكن قطف ثمارها ولو بعد حين وتحقيق الهدف بتغيير نمط وسلوك الأفراد إلى الأحسن. قال تعالى " أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وبطبيعة الحال أن وسائل الإعلام التي تعتمد على الإثارة أكبر وتخاطب أكثر من حاسة في المستمع أو المشاهد يكون تأثيرها أكبر والإثارة هنا بمعنى تحريك مدارك الفرد للفهم وتلقي المعلومة واستيعابها والاقتناع التام بجدواها وفائدتها. الإعلام الطبي وفي لقائنا بالدكتور عبد الله الريس استشاري طب الأسرة والمجتمع تحدث عن الحاجة إلى التوسع في مفهوم الإعلام الطبي فقال:الوضع الحالي للإعلام الطبي لا بأس به ولكن قد يحتاج إلى تطور أكثر إضافة إلى تضافر جهود الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة بدعم هذا الإعلام، كذلك إدخال وإبراز دور الجامعات وكليات الطب والكليات الصحية بشكل مستمر من خلال برنامج على مدار العام وليس مقتصراً على مناسبات معينة. ويضيف الدكتور الريس بقوله: أفراد المجتمع السعودي اليوم على مستوى وعي صحي لا بأس به بفضل الله أولا ثم بفضل جهود حكومتنا الرشيدة التي وفرت خدمة صحية متميزة ومتطورة سواء بوزارة الصحة أو القطاعات الأخرى توازي ما هو موجود في الغرب. ولكن يمكن الرقي بهذا المستوى بمعاضدة وسائل الإعلام المختلفة بالتركيز على المشاكل الصحية المستوطنة لدينا اعتماداً على نتائج الأبحاث المختلفة المتوافرة لدينا واخراجها بشكل يتناسب مع الخلفية الاجتماعية والدينية لمجتمعنا وتكون على مدار العام وليس لوقت محدد كالحملات الصحية مثلاً. وفي رأيي أن أكثر وسائل وسائل الإعلام وصولاً وتأثيراً على المجتمع هي الشاشة التلفازية لتأثيرها على جميع الفئات العمرية ولذلك يجب التركيز على أوقات الذروة لهذه التوعية. وحول الشخص الأكفأ في القيام بمهمة التوعية قال الدكتور الريس: الإعلامي والطبيب مكملان لبعضهما البعض في هذا المجال. فالإعلامي شخص متخصص في إيصال المعلومة للمجتمع بما يتناسب والمستوى الثقافي للمجتمع. كما أنه يضع نفسه كقارئ أو مشاهد أو مستمع أولاً ويقيس على ذلك ولكن تنقصه المعلومة الطبية وفهمها وعليه الاستعانة بالطبيب. أما الطبيب فيتعامل مع هذه المعلومة علمياً ويبحث عن وجودها وصحتها وليس بتوصيلها للفرد والمجتمع.. ولكن لا ننسى أن هناك موهبة عند بعض الأشخاص لتبسيط المعلومة وإيصالها كالإعلامي.. فانفراد الإعلامي بهذه المهمة قد يشتمل على بعض الأخطاء أو المبالغة في إيصالها مما ينتج عنه ضرر كبير. أما الطبيب فقد يقوم بإيصال المعلومة بطريقة بحتة لا تناسب المتلقي، وعليه فلابد من مشاركة الإعلامي مع الطبيب لهذا الهدف. الإثارة الصحفية وحول الضوابط والقواعد التي يجب مراعاتها عند نشر هذه المعلومات للرأي العام قال الدكتور خالد أبا حسين أخصائي الطب البديل: أهم قاعدة يجب مراعاتها هي البعد عن الإثارة الصحفية بالأخبار والمعلومات الصحية. ويجب أن يؤخذ رأي متخصص بهذا المجال عند نشرها لأن تأثير الإعلام اليوم قوي وواسع ويتداول في المجالس العامة والخاصة. والمعروف أن أغلى شيء عند أي إنسان صحته فلذلك يركز على قراءة ومطالعة الأخبار الصحية ويأخذ بها بجدية. الضابط المهم أيضاً هو طرق الترجمة حيث ان أخطاء الترجمة البسيطة قد تغير المعنى للخبر الصحي وخاصة أن هناك مصطلحات طبية ذات اصل لا يتني تحتاج إلى ترجمة خاصة. وعن أهمية و ضرورة نشر الأخبار الصحية قال الدكتور الباحسين: أن نشر هذه الأخبار بالطريقة الصحيحة والعلمية المناسبة للأشخاص غير المتخصصين مهمة جداً حيث انها احدى وسائل التثقيف الصحي المقروء المهمة في الارتقاء بالرأي الصحي العام للمجتمع وبالتالي لمنع والوقاية من كثير من الأمراض. ولا يخفى عليكم أن التثقيف الصحي أحد عناصر الرعاية الصحية الأولية. وفيما إذا كان الشخص الذي يستطيع القيام بالتوعية الصحية الإعلامي أو الطبيب قال الدكتور الباحسين: هذا السؤال شبيه بالقول التقليدي فيما يخص الإدارة الصحية هل هو الطبيب أم الإداري الصحي هو الشخص المناسب الذي يستطيع القيام بإدارة المؤسسة الصحية مستشفى مثلاً أو غيرها على الوجه الأكمل والأفضل. وفي رأيي أنه من الممكن جداً الجمع بين الاثنين وأن يكون هناك قاسم مشترك يجمع بين الإعلامي والطبيب بحيث يكون عند الطبيب المثقف مبادئ صحفية والإعلامي لديه خليفة صحية عامة، ومنهما تتبلور المعلومة الطبية وتخرج إلى الناس في صورة طيبة لأن عدم توافر هذا المزيج الطبي والإعلامي وانفراد أحدهما عن الآخر قد يعطي عملاً مبتوراً محدود الجدوى والفائدة. الطبيب والإعلامي من جانبه قال سعيد اليامي مدير تلفزيون الدمام بالانابة حول هذا الموضوع: باختصار أجزم بأن الطبيب والإعلامي لا غنى لبعضهما عن الآخر والتكاملية مطلوبة في العمل الصحي الإعلامي. وما نلاحظه ان هذا الجانب أصبح بارزاً بشكل مرض في الآونة الأخيرة وان كنا لا نزال بحاجة لمزيد من هذا التعاون الذي يصب في مصلحة المتلقي، ففي رأيي أن الطبيب القادر على التعامل مع وسائل الإعلام بشكل متقن سيكون اقدر من غيره، ولكن إذا لم يتوافر مثل هذا الشخص فالإعلامي هو الأقدر على تنفيذ هذه المهمة ولكن بتوافر عدد من الشروط والتي منها الخلفية المعلوماتية الجيدة عن الموضوع الصحي المطروح وهذه يمكن معالجتها من خلال توفير هذه المعلومات له أو بحثه عنها ومراجعته لها.. وكما نرى ونتابع في وقتنا الراهن فكثير من البرامج الصحية التوعوية أصبحت تقدم من خلال إعلاميين بتنسيق وتعاون مشترك مع جهة صحية مختصة وهي برامج حققت الأهداف المطلوبة وكتب لها نجاح جيد ومازالت مستمرة.. وبهذا فإن نشر وبث المعلومات الصحية والطبية في الوسائل الإعلامية غير المتخصصة مطلوب وبشكل ملح ولكن وفق ضوابط تحدد آلية هذا العمل.