بوصول المسئول الامريكي المكلف بإعادة إعمار العراق بول بريمر إلى بغداد يتزايد الشعور بالسخط بسبب غياب القانون وكثير من الخدمات الاساسية.
يحل بريمر محل جاي جارنر في إطار عملية تبديل وإحلال واسعة النطاق بعد مرور شهر واحد على دخول الدبابات الامريكية إلى العاصمة العراقية.
وذكر بريمر، وهو مسئول الادارة المدنية الجديد في العراق المحتل، انه يتطلع لمواجهة "التحدي الرائع" الذي يتمثل في مساعدة شعب العراق على إعادة بناء بلادهم بعد الاطاحة بنظام صدام حسين.
ولكن المهمة التي يواجهها بريمر هي مهمة شاقة في دولة انهارت إداراتها الحكومية فضلا عن سيادة القانون والنظام فيها، وتتصارع فيها الجماعات الدينية والعرقية على السلطة. ومازالت أجزاء كبيرة من بغداد وغيرها من المدن العراقية تفتقر إلى كثير من الخدمات الاساسية مثل مياه الشرب والكهرباء والاتصالات الهاتفية وخدمات جمع القمامة. وتمركز المكتب الامريكي للمساعدات الانسانية وإعادة الاعمار خلف أسوار قصر صدام الجمهوري في بغداد والنقاط العسكرية.
وعلى العكس، كان أكثر وضوحا على الساحة محمد باقر الحكيم الذي قوبل بتهليل حشود الجماهير لدى وصوله الاثنين إلى مدينة النجف جنوب بغداد. وأمضى الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية العشرين عاما الماضية منفيا في إيران. وطالب الحكيم، الذي تنظر له واشنطن بتشكك، أن يقوم بدور بارز في العراق خلال فترة ما بعد الحرب.
وأشارت تقارير إعلامية أمريكية إلى أنه في إطار عملية الاحلال والتبديل التي تقوم بها الادارة الامريكية المؤقتة الجديدة في العراق، يتوقع أن يترك جارنر منصبه في غضون أسبوعين أو ثلاثة ولكنه سيظل يعمل مع بريمر. كما ستترك منصبها أيضا باربرا بودين سفيرة الولايات المتحدة لدى اليمن سابقا التي عملت لفترة ثلاثة أسابيع فقط كمسئولة الادارة الامريكية في بغداد وهو منصب يعني فعليا عمدة المدينة. وترددت أنباء تشير إلى أن بودين التي تجيد العربية أعيد تكليفها عبر مكالمة تليفونية فجأة لتتولى منصب نائب مدير إدارة الشئون السياسية والعسكرية في الخارجية الامريكية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان بودين كانت قد اختلفت مع وحدة مكافحة الارهاب الامريكية التي ينتمي بريمر إلى عضويتها أثناء التحقيقات في حادث تفجير المدمرة الامريكية يو إس إس كول في اليمن عام 2000. ويعتبر بريمر(61 سنة) من تلاميذ وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر وشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى هولندا سابقا. وتربطه أيضا علاقة وثيقة بوزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد.