انطلقت صافرات الإنذار بصوتها المرعب وما هي إلا دقائق معدودة حتى بدأت أصوات الإنفجارات المدوية تتصاعد هنا وهناك .. استيقظ مذعوراً واتجه بسرعة البرق للقبو المجهز في فناء المنزل مستجيباً للمنادي في الخارج الذي يجوب الطرقات ويصرخ ادخلوا للأقبية .. احتموا عن أعين الغزاة سرح بعيداً وراح يفكر في طفليه وزوجته الحامل في شهورها الأخيرة أحس أن نهايتهم قد اقتربت ونهايته كذلك لولا إيمانه ويقينه أن هناك رباً سيسبغ عليه من رحمته وبركاته ما يثبت به فؤاده .. أمسك كتاب الله الكريم وراح يقرأ حتى توقف عند قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) وعندها أحس بالطمأنينة تتغشى قلبه وبالسكينة تتنزل على جسده المتعب ثم بدأ يصلي ويدعو ربه وما هي إلا لحظات حتى أعلن من خلال المذياع الذي يحمله عن انتهاء الغارات الجوية .
صعد للأعلى .. تنفس الصعداء .. كان السكون المخيف يملأ الكون والظلام يلف المكان لكنه ظل على ثباته وراح يردد :
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) . عمرو إبراهيم محمد العمرو ـ الرياض