داخل حدائق الحيوان في مختلف انحاء العالم وفي الولايات المتحدة بشكل خاص يشاهد الزائر عروضا شائعة تقوم بها الحيوانات على مختلف انواعها واحجامها تثير الاعجاب وتبعث على الاستغراب وتدفع الى التساؤل ما الذي جعل تلك الحيوانات تقوم بتلك الادوار، خصوصا ان قسما كبيرا منها مما يصعب ترويضة كالحوت القاتل (شامو) في عالم البحار في مدينة ساندياجولا الامريكية. ويأتي الجواب على ذلك بانه الحافز نعم الحافز تلك الكلمة السحرية التي اصبحت لا تعتمد على حفنة سمك تقدم لذلك الحوت القاتل نظير عروضه البهلوانية التي تسحر المشاهدين او قطعة لحم تقدم لاحد الكواسر من تلك التي تقوم بالعروض في حدائق الحيوان بل امتدت لتشمل الحياة العملية للانسان بكل ابعادها ان الحوافز مادية كانت ام معنوية اصبحت المحرك الاساسي للكثير من النشاطات التي يقوم بها الانسان وخصوصا في محيط العمل فقد كان العالم يقنع بالاجر الذي يقدم اليه غير عابىء بسواه مادام ذلك الاجر يسد رمقه ويوفر مقتضيات حياته البسيطة اما الآن وامام هذا التطور الهائل في مجال الاعمال فقد اصبح الراتب الذي يتقاضاه الموظف نظير العمل الذي يؤديه شيئا من المسلمات واصبح - اي الموظف - يتطلع الى ماهو ابعد من ذلك كمعيار للمفاضلة بينه وبين زملائه مادام يؤدي اداء متميزا. ولسنا بحاجة في هذه الوقفة القصيرة الى شرح النظم الادارية الحديثة وتعداد انواعها لكننا نقول ما دامت هناك ادارة بالنتائج وادارة الاهداف فلماذا لا تكون هناك ادارة بالحوافز تعمد الى اتباع اساليب فورية وسريعة لمكافأة المبدعين تتمثل في تقديم الحوافز لهم نظير ابداعهم وتسعى الى حث المقصرين على الابداع وذلك لكي يلحقوا بركب زملائهم أليس ذلك كفيلا برفع كفاءة المؤسسة الانتاجية.