أمتنا العربية تملك من مقومات الحياة ما يجعلها امة كبرى، لديها القدرة على قيادة العالم المعاصر.
فمن المعروف عن الأمة العربية انها امة حضارية منذ القدم، فعلى ارضها نشأ العلماء في شتى مجالات العلوم سواء كانت العلمية ام النظرية، وكانت مكتباتهم تضم مئات الألوف من الكتب، كما كان الغربيون يتوافدون على الجامعات العربية للنهل من علومها، فالأمة العربية كانت تحمل مشعل النور في عصر الظلمات، فاحلت الدنيا نورا حقق للبشرية سعادة لم يصل احد اليها قبلها.
ولو نظرنا الى الموقع الذي تشغله الامة العربية لوجدنا انها تقع في وسط العالم، كما انها تطل على ممرات مائية هامة، وتشرف على مسطحات مائية كبرى، لذلك نجد الدول العظمى تتنازع عليها، اليس هذا الموقع الاستراتيجي قادرا على جعل امتنا امة كبرى تهابها جميع الدول.
وان كان عصرنا الحديث يقوم على الصناعة فان الامة العربية لديها النفط الذي يعتبر حياة الصناعة الحديثة، والجانب المهم لدى التجارة الدولية، إن النفط سلاح فلو أحسنا التصرف به نكون أمة لها دورها العالمي في مجال الصناعة.
وعدا النفط، فإن الأرض العربية أرض معطاء، وسماؤها مدرار، وأنهارها متدفقة، وطاقتها البشرية عظيمة، فلا ينقص هذه الأمة سوى العمل، وبذلك نجد أن لدى الأمة العربية من الطاقات المادية ما يؤهلها لأن تكون أمة كبرى لها وزنها في المجتمع الدولي.
فالمقومات الحضارية، والمادية، والرقعة الإستراتيجية، تؤهل الأمم لأن تكون أمما كبرى.
فما الذي يمنع أمتنا من ذلك؟أهي الدول الكبرى التي تتصارع على أرضنا؟ أم هو شيء في نفوسنا؟
هو الاثنان معا، فلو كانت نفوسنا مصممة على الجهد والتضحية لا ستطعنا أن ننهض بأمتنا ونجعلها أمة كبرى في عالم لا يحترم إلا الأمم الكبرى، وما أحوجنا لأن نكون أمة ذات قوة يحسب حسابها وذلك لأمور عدة أهمها: أن لنا أجزاء من أمتنا ترزح تحت نير الاحتلال كما هو الحال في فلسطين، والجولان، والعراق، أمتنا مفتتة مجزأة فان أصيبت دولة عربية بأذى او مكروه اكتفت الدول العربية الاخرى بالاحتجاج والتنديد.
ان الدور الذي ينتظرنا يتجاوز ان نكون اقوياء محافظين على حقوقنا وارضنا انه دور عظيم يتطلب منا ان نكون نافعين مؤثرين في مجريات الاحداث الدولية مقدمين النصرة والعون للدول العربية والاسلامية.
لقد آن أوان الجد والعمل، فلنصبح قادة بعد ان كنا تابعين، ونصبح في اول المسيرة الحضارية بعد ان كنا في آخرها، لقد آن الأوان للوصول الى المكانة التي ارادنا الله ان نصل اليها.
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)
عبدالرحمن محمد الخطيب