DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حلم الشباب الذي يتمنى تحقيقه

ارتفاع جنوني لأسعار العقارات.. والشباب يقف عاجزا مشلولا

حلم الشباب الذي يتمنى تحقيقه
أخبار متعلقة
 
ويظل المسكن الأمن هو حلم كل شاب وفتاة يشقان طريقهما نحو المستقبل.. لكن في هذا الزمن اصبح هذا الحق البسيط صعبا بالنسبة للشاب الخريج الذي يسعى لامتلاك شقة لكن يجد صعوبات بالغة في تحقيق هذا الحلم.. حيث ان اسعار العقارات صارت خيالية.. اكبر بكثير من خيال اي شاب لازال يخطو بعد على عتبة المستقبل. الموضوع هام ولاشك ويمس قطاعا كبيرا من شبابنا لذلك فتحناه لنرصد آراءهم واراء اصحاب المكاتب وخرجنا بهذا التحقيق. يقول ناصر النصر (موظف) ان شركات القطاع الخاص لاتوفر لموظفيها منحا لامتلاك اراض او منح سكنية من اي نوع مما يؤدي الى اعتماد الموظف على نفسه في هذا المجال, ومن المستحيل ان لم يكن الشخص يمتلك ارثا ان يستطيع امتلاك منزل في حال وجوده في القطاع الخاص. ويضيف لقد كان البنك العقاري في الماضي يوفر منحها لامتلاك منزل وقروضا عقارية خلال سنةا و سنتين من التقديم، اما الآن فان الشخص يمكن ان يموت او يصبح جدا لكي يحصل على هذه المنحة. ويؤكد ذلك صادق السالم مضيفا ان عدم وجود الشركات الوطنية التي تؤهل الشباب للحصول على وظيفة مناسبة تدر عليهم دخلا مناسبا هو من اهم الاسباب حيث ان الموظف يعمل لمدة خمسة عشر عاما براتب لايتجاوز الخمسة آلاف ريال. صحيح ان هذا الشباب قد لا يمتلك الشهادة والمؤهل ولكن الخبرة التي استقاها من خلال عمله واخلاصه وخلاصة عمره التي افناها في هذا العمل عادة ما تكون شفيعا له لكي تقدر مجهوداته, ويتساءل الا يستحق بان يمنح ارضا او منزلا او قرضا مناسبا لكي يتخلص من الايجار؟ قد يكون هذا السؤال مزعجا بالنسبة للشركات الاهلية ولكنهم يتذرعون بانه ان لم يكن هذا الموظف راغبا في هذه الوظيفة فان طابورا من الآسيويين جاهزين لاستلامها, مشيرا الى ان الموظف الغلبان لايملك سوى الصمت وقبول الامر مرتضيا بان يقضي بقية حياته على عتبات الايجار! ويقول مهدي عباس آل بهية مدير املاك وعقارات ان تدني الرواتب لجيل الشباب خلال الخمسة عشر عاما الماضية وهو السبب في عدم امتلاكهم اي نوع من انواع العقار فاذا كان راتب الشخص 3 او 4 آلاف ريال وربما اذا بالغنا 5000 ريال هل سيعيش بها ويدفع الايجار ومتطلبات الحياة ام يوفر منها واذا افترضنا انه سيوفر 1000 ريال شهريا فكم سيحتاج من السنوات لكي يوفر؟ اننا نناقش موضوعا وهميا في هذه الحالة! ويضيف اننا لا نستطيع ان نحكم من المسئول عن تدني رواتب الشباب لكنها مشكلة على الشباب ان يتقبلوها ومن ثم يمكن البحث عن حل لها, اما توزيع الاتهامات يمينا وشمالا فانه سيبقي المشكلة كما هي ان لم يفاقمها. ويتفق جابر عبد رب النبي صاحب مكتب عقاري نوعا ما مع هذا الرأي قائلا لعل الشاب عندما يسمع عن الارتفاع المستمر لاسعار الاراضي يعتقد ان هناك من يساهم في ذلك ولكننا يجب ان نعرف ان ارتفاع الاسعار يخضع للعرض والطلب فبعض الاحيان ترتفع بشكل جنوني بسبب رغبة الاهالي المحمومة في الشراء وهذه قضية اقتصادية . ويشير احمد حسين الى ان نزوح طبقة من تجار الدمام والاحساء الى سيهات والقطيف والمناطق الجديدة المستحدثة هو السبب الرئيسي في رفع اسعار الاراضي وحتى المنازل في بعض المناطق لان هذه الطبقة قادرة على الشراء باي سعر لانه لن يكون ارفع من قيمة الارض المماثلة في الدمام وهو بذلك فرصة سانحة بيده لن يفرط فيها. مشيرا الى ان هؤلاء يشترون الاراضي بكميات كبيرة من اجل المتاجرة وبالتالي فانهم يشترونها في اوقات تكون اسعارها مناسبة خاصة في بداية وضع المخططات حيث ان الاهالي عادة ما يتأخر علمهم بمثل هذه الاراضي, ثم ترتفع الاسعار في خلال فترة قصيرة. ويعارض جابر عبد رب النبي هذا الرأي بشدة قائلا ان اسعار الاراضي لاترتفع بهذه الطريقة ولا دخل للاحسائيين او اهل الدمام برفعها, هذا تبرير يرفعه من لايستطيع شراء ارض وعادة ما يمارس هذا الشخص نفس الدور ويرفع السعر حسبما يراه هو. هذا سوق مثل غيره من الاسواق يتعرض لاهتزاز بين فترة واخرى وهناك مؤشرات في بعض الاحيان تدل على انخفاض الاسعار والعارفون بها لاشك انهم يبادرون في شراء الاراضي ولكن المتقاعسين او غير القادرين لايفعلون ذلك فما هو ذنب التاجر في هذا الامر اذا باع عقاره بسعر السوق. ويضيف بان اسعار الاراضي قد انخفضت الى قرابة 6% عندما قامت الحرب ضد العراق ولكنها ما لبثت ان عادت الى حالتها الطبيعية بعد انتهاء الحرب, وايضا عندما ينشأ مخطط جديد, انظر مثلا مخطط الجميح القريب من عنك قبل عدة اشهر كان سعر الاراضي يتراوح بين 30000 الى 40000 ريال اما الآن فان اسعارها وصلت الى 110000 ريال, فما هو دخل الاحسائيين او غيرهم في هذا الموضوع. وتقول سميرة التي تعمل موظفة في احد المستشفيات وتساعد زوجها في التوفير لشراء مسكن مستقل منذ قرابة الست سنوات وهم موشكون على ذلك ان البنوك لها دور كبير اذ انها تأخذ فوائد كبيرة على القروض بحيث يستهلك راتب الموظف او يكاد, وتقترح ان تساهم البنوك في دعم الشباب بتقديم قروض ميسرة لمساعدتهم في شراء منزل او قطعة ارض لتامين مستقبلهم, كما تطرح تجربتها للاستفادة منها في الاشتراك في جمعيات شهرية مضمونة مع اناس ثقات فقد استطاعت مع زوجها ان تجمع غالبية المبلغ بهذه الطريقة. ويتمنى صادق ان تفعل البنوك هذا الامر لكنه لا يعتقد انها تستجيب لمثل هذه النداءات انهاتفكر في كيفية الربح واستنزاف كل ريال بجيب الموظف المغلوب على امره الذي يضطر للاستقراض من البنوك كلما احتاج الى ذلك لانه لاتوجد جهة اخرى خيرية او غير خيرية للاقراض غير هذه البنوك. ويكره ناصر النصر نبرة الالم التي وجدها عنداغلب الشباب قائلا اننا نستطيع ان نتجاوز مثل هذه الازمة بدل ان نندب حظنا وذلك بممارسة عمل اضافي آخر سواء في مؤسسات اهلية اوا فتتاح مشاريع تجارية مناسبة تدر عليه بعض المال. ويعتقد انه بهذا الحل سيقفز الشاب على مشاكله وسيستطيع التغلب عليها ان لدينا ـ نحن الشباب ـ الكثير من الافكار وعلينا ان نمتلك الجرأة لكي نتخطى عقباتنا لا ان نذرف الدموع ونتهم الآخرين. ويخفي صادق السالم ابتسامته قائلا ماذا تقول اذاكان الموظف يعمل بنظام الدوامين او ان الدوام ينتهي عند الساعة السابعة مساء هل يتمكن من ممارسة اي عمل بعد هذا الوقت. اعتقد ان الوقت وتشتيت الذهن سيكون له بالمرصاد. ويتفق محمد الزاكي مع هذا الرأي ويضيف: انه حتى لو فكر الشاب في عمل تجاري فان الفرص التجارية قليلة وغير مأمونة وربما غامر احدهم بجزء من مدخراته ثم يفاجأ بتقلبات السوق ويفقد امواله او على اقل التقادير يتجمد رأس المال لمدة طويلة لايستطيع الاستفادة منه, ففي هذه الحالة سيزداد حاله سوءا على سوء خاصة اذا كان التخطيط سيئا او ضعيفا. ويعارض ناصر النصر هذه الفكرة التشاؤمية ويدعو الشباب للتفكير مليا قبل الدخول في اي مشروع مشيرا الى ضرورة الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة وتجنب المشاريع ذات المخاطر المالية قدر الامكان. وقال موظف متقاعد في احد البنوك المحلية للاسف الشديد يعتقد اغلب الشباب ان البنوك مثل الجمعيات الخيرية تقدم لهم المساعدات بدون اي فوائد او عمولات, وهذا مستحيل بالنسبة للبنوك لانها لا تستطيع الاستمرار بهذه الطريقة حيث انها في حالة تقديم القرض تستهلك مصاريف كثيرة ويعتقد غالبية الناس ان الفوائدا لتي ياخذها البنك كثيرة لانها تطول لعدة سنوات لكن لو حسبت لمدة سنة واحدة فلن تكون كذلك. ويقول موظف في بنك اخر ان اي شخص لو اقترض مبلغا قدره 100000 ريال مثلا فستكون فائدتها السنوية قرابة 6000 ريال ولن ترضى اي شركة في اية قطاع بهذا الربح السنوي, لانها ستعتبر خاسرة فما للناس تحاسب البنوك على هذا الامر. ويضحك محمد الزاكي قائلا ان هذه الستة آلاف يا صديقي فائدة البنك من زبون واحد تخيل ان هناك الف زبون كم ستكون الفائدة, هذا فضلا عن الفوائد الاخرى التي ياخذها البنك من العمليات التي لاتنتهي, هل سمعت يوما عن بنك خسران, اما الشركات والمؤسسات فانها تتعرض للربح والخسارة. ويؤيد غالبية الشباب من ذوي الدخل المحدود عمل الزوجة الى جانب الزوج لمساعدته في تخطي عقبات الحياة, وهناك كثير من النساء قمن بمساعدة ازواجهن بل ان بعضهن اشترين المنزل بجهودهن سواء عن طريق الاقتراض من البنك بضمان الراتب او من خلال الدخول في جمعيات طويلة الامد كما شاهدنا في حالة سميرة بنصف او باغلب الراتب. ويقول صادق السالم ان يدا واحدة في هذا الزمن لا تصفق فالزوج براتبه لن يستطيع مقاومة مطالب الحياة فضلا عن شراء ارض او منزل. اما ناصر النصر فيعتقد ان عمل الزوجة ضروري ومهم الا انه لايعول عليه كثيرا لان من حق الزوجة ان تحتفظ بمالها, واذا كانت لديها الرغبة في المشاركة فلا مانع. ويعود للتذكير بان همة الشاب هي التي تجعله قادرا على التفكير في وسائل تعينه على تجاوز مشاكله. وتقول سميرة انها ساعدت زوجها ومازالت طوال السنوات الست الماضية, مشيرة الى اغفال الكثير من الازواج مسألة مهمة وهي السكن مع العائلة حيث ان الايجار الشهري في الشقق الفاخرة يستنزف اموالا طائلة فضلا عن الاموال التي يصرفها على التحسينات والترميمات التي تحدث بين فترة واخرى والتي عادة ماتحسب على المستأجر, وتضيف: انها تحملت اعباء كثيرة من جراء بقائها في منزل اهل زوجها وهي مازالت صابرة لانها متأكدة انها ستجني ثمرة هذا الصبر قريبا. ويوضح محمد الزاكي جانبا من هذه المشكلة بقوله ان خروج الشاب من بيت اهله له عدة ابعاد فغالبا ما يكون تلافيا للمشاكل التي قد تقع بين الزوجة واهل الزوج. ويقول صادق السالم لقد شاع بين الشباب في السنوات العشر الاخيرة ان يخرج الزوج في شقة بل ان الكثير من الاهالي يشترطون على الزوج ان تعيش ابنتهم بعيدا عن منزل اهل الزوج خاصة اذا كانت هذه العائلة لديها معاناة سابقة في هذا المجال. فضلا عن مجاراة الوضع السائد. مضيفا ان بعض العادات السيئة للاسف الشديد تسري في المجتمع بسرعة النار عندما تلتهم الحطب والضحية الاولى هم الشباب. ويظن اغلب الشباب انهم بازاء وضع لايبدو اي بصيص للخروج منه.. ما هي الحلول المناسبة, وهل هناك مخرج؟ يقول ناصر ببساطة لابد من ايجاد بدائل وظيفية والبحث عن فرص تجارية تؤمن للشاب دخلا مناسبا للتوفير ولا ارى اي حل آخر. ويتفق مهدي عباس مع هذا الرأي ويقول بانه ربما لو فكر الشباب في البحث عن مصدر آخر غير الوظيفة كان ذلك خروجا من النفق المظلم الذي وضعوا انفسهم اضطرارا فيه. اما جابر عبد رب النبي فانه ينصح الشباب بالتحلي بالموضوعية والصبر والمثابرة وترك لوم الآخرين لان هذا لن يحل مشكلتهم, بل ربما يضاعفها وان الطريق لامتلاك منزل او ارض هو توفير المال, وليس قذف الآخرين بما لذ وطاب من التهم. ويقترح صادق السالم على الشركات ان تفكر بشكل جدي في تطوير موظفيها ومساعدتهم في اعطائهم فرص نجاح لزيادة رواتبهم ومن ثم تقديم منح سكنية حتى ولو متواضعة وغير ذلك فهي تساهم في تحطيم الشباب وابقائهم في مؤخرة الركب مضيفا ان النفق مظلم ولا ندري متى الخروج منه. اما احمد حسين والذي يمتلك منزلاوهو موظف في شركة كبرى ولكنه يتعاطف مع مشكلة الشباب كون اغلب اصدقائه من هذه الفئة فيقترح عليهم ان يشتركوا في بناء او شراء منزل مكون من عدة شقق فيمكن ان يشترك ثلاثة او اربعة في هذا المنزل. ويبقى الملف مفتوحا ولا ندري متى يغلق.. ربما يكون الزمن كفيلا بذلك.