علينا ان نعترف اولا وقبل كل شيء ان لدينا مشكلة فكر متطرف ومن الوزن الثقيل ايا كان مصدر هذا الفكر سواء من الداخل او الخارج وعلينا مواجهته.. تفجيرات العاصمة الاخيرة يجب ان تضعنا بكل جدية على طريق التعاطي المنهجي مع مصادر تغذية هذا الشكل من العنف في مجتمعنا والظروف والاساليب والاليات التي توصل مثل هؤلاء الانتحاريين لكل هذه الدموية الحمقاء التي لا تعترف على ما يبدو حتى بقدسية النفس البشرية التي وجه الخالق جل وعلا بحرمة ازهاقها بغير حق.
ان تفجيرات مساء الاثنين يجب ان لا نتعاطى معها كحدث عابر او واقعة شاذة خارجة عن القاعدة او انها مسألة امنية صرفة المعنى بها اجهزة الدولة الامنية عندنا.. علينا فعلا ان نبدأ حملة مواجهة اجتماعية اسرية ومؤسسية مع فكر يبدو انه بالغ الخطورة بدليل تطويعه لاولئك الانتحاريين وتحويلهم لقنابل قاتلة تستهدف ابناء ووطنا لم يعرف عنهم في العالم الا صورة الاستقرار كنظام وكشف على مدى سنوات طويلة ولله الحمد.. هذه الاعمال الدموية التي ازهقت ارواح ابرياء مواطنين ومقيمين من الضروري ان تدفع بنا للكشف عن ماهية هذا المرض المتخفي الذي يباغتنا من وقت لآخر كأسر ومؤسسات ونظام اجتماعي ويهز ثوابتنا ويشكك في معاييرنا الثقافية والاسلامية ويضر بمصالحنا الوطنية ويوقف نمونا كمجتمع مع كل واقعة من هذا النوع الطائش وعلى ايدي مواطنين كنا الى عهد قريب لا نسائل عن سلامتهم العقلية والنفسية لكونهم تربوا في مجتمع مسلم آمن ومسالم من اللحظة التي ولد فيها هذا الكيان الشامخ.. ومهما تكن الكلف والضرائب التي تدفع مقابل مواجهتنا مع هذا الفكر ورموزه والظروف والبيئات التي تغذي وجوده لاننا كمواطنين وكبلد نرفض المساس بهذا الكيان ونرفض ان نتحول الى بلد يصنف خطرا في العالم.