تركت الزميلة الفاضلة في هذه الجريدة سوسن الشاعر في زاويتها ( الله يرحم زمان قمع السلطة) في الاسبوع الماضي تركت قلمها يسير على فصاحته , وبإسهاب , دفاعا عن شخصين يرتبطان في الذهن مباشرة بحقل الدين , او بالفضاء المحاط منا جميعا بهالة من التقدير , تجعل بينه وبين من يحاول اقتحامه سورا داخله الجنة , وخارجه من قبله العذاب.
كانت الزميلة متذمرة , في تندر , من ضيق الأفق الذي يصل الى حد ( الارهاب الفكري) من الردود عل هذين الرجلين او معارضة آرائهما .. معيدة ذلك الى قصور المجتمع او اعاقته عن الوصول الى أفق التعددية والديمقراطية وحرية التعبير , وتترحم على قمع السلطة الذي قبره نضال المجتمعات , معتبرة ان قمع المجتمع أشد منه.
الأمر (الذي لابد منه) في نظري هو : الفصل القاطع بين ما يقوله رجل الدين كرجل دين وبين ما يقوله هو نفسه كرجل عادي , او يحمل أية صفة أخرى مثل صفة مفكر.
إن هذه النقطة التي بقيت طوال التاريخ محاطة بالضباب او بأنها من المسكوت عنه يجب وضعها الآن تحت الشمس.
إن الانقسامات الهائلة , وكثيرا من سيول الدماء الى الماضي والحاضر ولدت وحضنت في هذا المناخ , مناخ عدم الفصل بين الدين كدين , او كنص لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه , وبين الرجل الذي يحمل صفة رجل الدين.
نشرت جريدة الحياة في 10/ 5/ 2003 جزءا من خطاب الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر , الذي اعتبر فيه أن الأمة الإسلامية تحولت الى (أمة من الرعاع والمنافقين , وأن أبناءها تغلب عليهم الجعجعة والرياء ) واستعرضت الجريدة الارشادات الى آراء أخرى له مناقضة لخطابه هذا.
وكتب الاستاذ منصور النقيدان مقالة موثقة رائعة في جريدة الرياض في 8/ 5/ 2003 يستعرض الآراء المتناقضة للشيخ أحمد الكبيسي الذي يرفض الاحتلال , ثم يعود فينادي بالتعاون مـع الأمريكـان في إدارة العـراق .. كـل هـذا بعد ان كان مستميتا(حسب تعبير الكاتب منصور) مستميتا في الدفاع عن نظام صدام حسين وعن صدام حسين.
ترى أي رأي يمكن ان تتبعه من آراء الرجلين هل تستطيع الزميلة أن ( تفتينا؟)