د. فريدة آل مشرف

حين يصرخ بلير رئيس وزراء بريطانيا قائلا :(إن العثور على أسلحة الدمار الشامل بالعراق ليس بذات الأهمية) ثم يؤكد هذا مساعد وزير الدفاع الأمريكي بقوله: إن البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق يحتاج لسنوات ) ـ إذن ما المهم في نظر الحكومتين البريطانية والأمريكية ؟ ـ إذن لأي سبب أو غرض قام العدوان الأمريكي البريطاني على العراق ؟ ألم تكن أسلحة الدمار الشامل هي عنوان المسرحية المأساوية الأمريكية البريطانية التي خالف فيها السيد بوش والسيد بلير العالم بأغلبيته ؟ ـ ألم يؤكد خبراء الأسلحة في الأمم المتحدة انهم بحاجة لوقت أطول للعثور على هذه الأسلحة في العراق ؟ ـ ألم ترفض أمريكا وبريطانيا ذلك ؟ ـ ولكن ورغم كل الجيوش والمعدات لم تستطع أمريكا وبريطانيا العثور على تلك الأسلحة ؟ أليس من حق كل إنسان وكل هيئة وحكومة رافضة الحرب العدوانية تقديم السيد بلير والسيد بوش للمحاكمة لقيامهما بحرب عدوانية لا مبرر لها ؟ ـ ولخداعهما المجتمع الدولي بتقديم معلومات خاطئة وملفقة ؟ ـ ولعدم تجاوبهما مع إدارة المجتمع الدولي وإدارة الشعوب (الديمقراطية) برفض الحرب؟ ـ ولمخالفتهما أنظمة وقوانين الأمم المتحدة وقيامهما بالحرب العدوانية دون قرار دولي ؟ ـ ثم لماذا تقبل الأمم المتحدة عودة هذه (الفئة الضالة) إلى أحضان الأمم المتحدة في محاولة للحصول على مصداقية لحربهم العدوانية ثم اقتسام غنائم الحرب ؟ ولكن .. ولكن يبدو أن هذا العالم يسير بالمقلوب وأن القوي هو صاحب القرار .. وهذا هو منطق الغاب والجاهلية .. فعن أي تحضر وأي ديمقراطية يتكلمون ؟ ويروجون ؟ الحقيقة التي تفرضها علينا ثقافة أمتنا الإسلامية أن نتريث ونفكر ونراجع شريعتنا وتاريخنا كأمة وكوجود .. قبل ان نركب القطار الأمريكي.. فالنزول في أي محطة ليس آمنا بالنسبة لنا كأمة مسلمة.