DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نعيمة الغنام

نعيمة الغنام

نعيمة الغنام
أخبار متعلقة
 
دخلت على حفيدتي، فوجدت في يدها (أطلس العالم) وسألتها عماذا تبحث؟ فقالت: أبحث عن خريطة الطريق التي أسمع عنها هذه الايام. فقلت لها: ان خريطة الطريق في مضمونها ليست الا نسخة تعيد تكرار ما جاء في القسم الثالث من (اتفاقية اوسلو)، مع تعديل هام ينص على إقامة دولة مؤقتة حتى عام 2005م، للعودة من جديد الى التفاوض حول (الحل الدائم) وفي وظيفتها، ليست الا مخرجا من الصراع العسكري، الذي أوحى للمجتمع الاسرائيلي العودة مرة أخرى لطاولة المفاوضات. وفي آليتها تنطوي على توازن في الاستحقاقات وحضور دولي للرقابة، يكون مركز الثقل فيه امريكا. اما عن استهدافاتها غير المعلنة, فان كل طرف له أهدافه الخاصة المتباينة عن أهداف الطرف الآخر، حيث يمكن لأي اكاديمي ان يستخلص منها ماهو مفيد لاسرائيل وامريكا. كما يستخلص ايضا كل ماهو مفيد للفلسطينيين. فالمسألة ليست نقاشا اكاديميا للنص، بل قراءة في واقع معقد ومتحرك ورؤية للدخول في معركة تفاوضية, تقوم على معادلة صعبة اساسها العجز الاسرائيلي عن الانتصار والعجز الفلسطيني عن تحقيق أهدافه بالقوة العسكرية. وفي هذا المجال، الفلسطينيون لايقبلون الخطة من موقع المهزوم، كما ان الاسرائيلي ليس في الموقع المنتصر. ان رفض الفلسطينيين هذه الخطة يأتي بناء على اعتراضهم على بعض بنودها التي من أهمها: نزع السلاح عن المقاومة، عدم التفاوض حول اللاجئين، عدم مناقشة العودة الى حدود 67م وحصرها في خطوط ما قبل 28/9/2000م. وهذا يعكس المناخ السائد لدى المستويين العسكري والسياسي الاسرائيليين، ويدفعها الى الرفض. ان (خريطة الطريق) ورقة مثل مثيلاتها تطرح على الفلسطينيين استحقاقا يجب ان يحسن مواجهته، حتى تتحقق أهدافه وليس ادارة الظهر والانسحاب المسبق، ودفع الاثمان الباهظة. بينما آلة الحرب الاسرائيلية لاتكف عن مواصلة العدوان. تبقى مسألة أخيرة، هل الادارة الامريكية جادة في تطبيق (خريطة الطريق)؟ وما استراتيجية الفلسطينيين نحو المرحلة المقبلة؟ وكيف يتم حسم الخلاف الداخلي بين السلطة والمعارضة للسير متحدين؟؟ واذا كانت مبادرة (ميتشيل وتنت) والآن (خريطة الطريق) التي تعبر عن فهم الادارة الامريكية للوضع الفلسطيني خاصة، والعربي عامة تحت شعار ترفعه امريكا دائما وهو (أكذب ثم أكذب ثم أكذب) حتى يصدقك العرب. لذلك يجب ان يكون المفاوض الفلسطيني رافعا شعار (قاوم ثم قاوم ثم قاوم) حتى تنتصر. ياغاليتي.. ان المخرج الوحيد من دائرة العنف والتصعيد الاسرائيلي، يتمثل في ان يقتنع الرأي العام الاسرائيلي بانهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية والسياسية، وهي الوسائل العملية والواقعية التي يمكن من خلالها توفير الامن وحقن الدماء الفلسطينية.