أخبار متعلقة
كغيرها من باقي المؤسسات والهيئات الرياضية كانت اللجنة الاولمبية العراقية تعاني ظلم وفساد عدي نجل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ولكن كانت للجنة الاولمبية مكانة خاصة لدى عدي لدرجة انه خصصها لتكون معتقلا لتعذيب واهدار كرامة الرياضيين الذين لا يتفقون مع اهوائه، اغتصب عدي رئاسة اللجنة الاولمبية عام 1983، وحولها الى (دجاجة تبيض له ذهبا) بعد ان كانت في يوم من الايام واحدة من المعالم الرياضية في الوطن العربي التي يشار اليها بالبنان.
ممارسات طاغية
لم يتوان عدي عن قمع الرياضيين واغتصاب حقوقهم واذلالهم وتعذيبهم وحتى قتلهم من اجل حفنة دنانير مغموسة بعرق الغير وبدماء ابرياء، او من اجل لحظة نشوة باطلة يلهث وراءها بعد ان يدوس كرامة بطل رياضي تكسرت طموحاته تحت شهوات ظالم مستبد. واستطاع عدي ان يخطف من بين ضلوع الرياضيين العراقيين الروح الرياضية التي يضرب بها المثل ويزويهم كأشباح في ظل غطرسته وممارساته المريضة وتجرأ على ان يدنس الملاعب بحفر سجون تحت مدرجاتها يدفن فيها شبابا في عمر الزهور.
كان عدي يحظر تشغيل المراوح في (السراديب) حتى يحبس الهواء والنفس عمن كان يعتقلهم تحت الارض اياما عديدة وسط درجات حرارة تصل الى اكثر من 50 درجة.
شقيق احد لاعبي كرة السلة يقول: ضم عدي شقيقي الى نادي الرشيد الذي اسسه بالقوة وكان يسجنه اكثر من شهر اذا خسر الفريق.
ويرى البعض ان عدي كان يعتبر اللجنة الاولمبية (منجم ذهب) لذلك افتعل خلافا مع وزير الرياضة رئيس اللجنة انذاك فيصل شاهر وتمكن من ابعاده عن منصبه وصار رئيسا فخريا للجنة، يملك مفاتيحها ويسيطر على انشطتها، ولكي يجعل للجنة هيبة وسطوة في المجتمع، حشد عدي جيشا من اقاربه داخل الاتحادات والاندية الرياضية وصار حزب البعث هو المتحكم في الرياضة والرياضيين بالعراق.
وكان الفريق الذي يخسر مباراة يعاقب بأن يجبر اعضاؤه على ضرب قطع كبيرة من الاسمنت لساعات حتى تدمى اقدامهم وبعد ذلك يسجن اللاعبون بعد ان تحلق شعورهم كتعبير عن العار الذي لحق بهم ويقضون اياما بدون طعام او ماء او هواء.. وحول عدي مقر اللجنة الاولمبية الى شبكة من الشركات والهيئات تمارس اعمالا في مختلف المجالات لا صلة لها بالرياضة.
وكانت لديه شبكة خاصة للضباط المحالين الى التقاعد لرصد تحركاتهم من خلال تخصيص رواتب لهم وشعبة خاصة لمن كان يسميهم اصدقاء الرئيس الذين كان يخصهم برواتب واكراميات خاصة اضافة الى ادارة فدائيي صدام التي انشـأها لقمع الشعب العراقي، اما النشاط الاكثر ربحا بالنسبة لعدي فكان استقطاع 40 بالمائة من المبالغ التي كانت تجنيها الاولمبية من عقود مدربي ولاعبي كرة القدم الذين يعملون خارج العراق اضافة الى استقطاع 20 بالمائة من واردات المباريات التي كانت تجرى على ملعب الشعب الدولي و100 بالمائة من مبلغ ايفاد السفر الرسمي للوفود الرياضية المغادرة الى الخارج لتمثيل العراق والتي كانت اللجنة الاولمبية الدولية تقدمها للحركة الرياضية في العراق وهكذا كان الرياضي العراقي يخوض المباريات العربية او الدولية صفر اليدين ومعدوم المعنويات واذا تعاقد اللاعب خارجيا كان عدي يشترط ان يأخذ جزءا كبيرا من قيمة العقد مقابل الموافقة على مغادرة العراق وكانت تلك المبالغ تؤول الى لجنة مالية خاصة جدا.
ومنذ استحواذ عدي على مقاليد الرياضة العراقية تحولت اللجنة الاولمبية الى معتقل للرياضيين واصبح المبنى بعبعا مخيفا ليس للرياضيين فحسب بل لجميع المواطنين، ومن اشهر العقوبات الجماعية في العالم وبعد خسارة نادي الرشيد احدى بطولات كرة القدم تعرض جميع لاعبي الفريق لحملة (حلق شعر الرأس) وظهر جميع افراد الفريق حليقي الرؤوس لفترة طويلة في مباريات الدوري وبصورة لافتة للنظر. كما اعتقل جميع اعضاء وفد منتخب الشباب المشارك في نهائيات آسيا لكرة القدم التي جرت باليابان عام 1997 وحل العراق رابعا فيها حيث تم نقلهم من منطقة طريبيل الحدودية الى احدى المزارع التي يملكها، وقضوا بها شهرا كاملا كانوا يعملون من طلوع الشمس وحتى غروبها في قطع الحشائش في مساحة شاسعة يتناولون خلالها كوبا واحدا من الماء مع وجبة تتكون من العدس والخبز، ثم يبيتون في اسطبل الابقار، وقد اصيب كابتن منتخب العراق للشباب عباس رحيم بمرض الجرب بسبب التلوث والمعيشة غير الادمية التي كان يعانيها هو وزملاؤه.
وكانت الوفود الرياضية التي تغادر العراق تضم بين صفوفها رجل امن من احدى الدوائر الامنية بوضع اسمه كاداري ويقوم هذا الاداري بمراقبة تحركات اعضاء الوفد في السكن والتجوال وحتى خلال المباريات خوفا من هروبهم كما حدث مع المصارع رائد الذي التجأ للولايات المتحدة خلال دورة اتلانتا الاولمبية.
مقر اللجنة الأولمبية العراقي