ماذا يريد الذين يزعمون أنهم على صواب وغيرهم على خطأ هل هم أفقه من الشافعي يرحمه الله الذي يقول: ان رأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب، وهل يبدل الإنسان بلاده وأرضه خوفاً بدل أمن ويسعى لجعلها عرضة للبوار .
معظم الذين يجتهدون بأحادية الرؤى مخطئون وان احتمل اجتهادهم جزءا من الصواب وكل مواطن ينشر اسقاط حقده الداخلي في أي ممارسة أينما كانت فيفعل شيئاً ليس لله ولا لخلقه فيه خير هو أشر ممن يحارب .
فعندما يقتل أبرياء باجتهاد غير واع فإن ذلك جريمة في حق الإنسان الذي حرم الله دمه إلا بالحق سواء كان مسلماً أو غير مسلم ما دمنا في دار سلام وعهود مع الآخرين .
مشكلة مجتهدي الفتنة أنهم لا يعرفون ما يريدون ولا كيف يحققون ما بداخلهم بشيء من الحكمة والموعظة الحسنة فمنهم من يطبل كغراب البين من خلف الحدود ومنهم من ينقلب على عقبيه لخسرانه مركزاً معيناً ومنهم من لا يعرف معنى العهد لله ورسوله وأولي الأمر وخطورة شق عصا الطاعة والخروج على الجماعة .
بديهيات فقه يجهلها من يظنون أنفسهم فقهاء وهو فقهاء فتنة وتفرقة ونبذ للآخرين مذهبياً وإقليمياً.. لو استقبل مثل هؤلاء ما استدبروا لكان خيراً لهم والله يعلم المصلح من المفسد وليس كل مجتهد مصيبا.
الأمن في بلادنا نعمة وليس هذا أننا لا نسعى بمعالجة الأخطاء والمطالبة بالإصلاح والبراءة من الشرك وأهله لكننا ندرك اننا نملك للآخرين مواثيق وعهودا, والمؤمنون من هم لأماناتهم وعهدهم راعون، الدين سلوك وليس خطبا واشرطة جوفاء لا يعلم أبعاد أصحابها او من وراءهم إلا الله فليتق الله كل واحد منا في نفسه واهله ومن جاوره في أرضه ولنجتهد في الدعوة إلى الله وإقناع ما نستطيع للدخول في الإسلام بدلاً من السلوك المشين الذي يعطي أحلك الصور عن الإسلام والمسلمين والإسلام منه براء.. حفظ الله بلادنا من كل شر ودام أمننا وأماننا وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.