كيف لا!! وقد تقزمت عقولنا وعانقت الحضيض.. وتعلمنا غير ان العلم مبتور, أصبحنا آلات تتحرك نستخف بالمعلومة ونجهض من فكرنا معادلة مشؤومة, ونأمل بالرقي وأيدينا في تربة الجهل.
اعتلينا مقاعد الدراسة.. احتضنا القلم والكراسة.. تعلمنا الأحياء والأدب.. وانبهرنا بأسرار الفلك, ورغم ذلك توجنا بالجهل يا سبحان الله.. جهلة ونحن نقرأ القرآن.. جهلة ونحن نطرح ونضرب.. بل نجمع الاعداد.. جهلة ونحن نعيش زمن التقدم.
نعم جهلة أقزام نتباطأ في الأفعال.. نثرثر ولكن من فينا طبق وبحث في حقوق الطلاب.. ونقول نحن في العمل أفذاذ إلا أننا في الحقيقة أدنى الجهال.. فالعلم طريقه في سبات لم يوقظها قط إنسان.
متناسين ان للعلم أصولا ان وجدت تبسّم الحق وشمخت الهامات الى أفق المجد, ولكن لا ينصت أحد لذلك رغم الأصوات.. وكأنها أصوات بثتها حناجر سخفاء, فماذا تنتظرون من جيل لم تتركوا له حق الشكاية وتصحيح الأخطاء؟ كتب جمدتموها لنطبع ما نحفظ على الأوراق.. وان تأففنا وجدنا لسانا لواما لا أعلم لم لا تستمعون لاقتراحاتنا ونحن نعيش حقا مشروعا لنا لكن تأخر وعي المجتمع وتعرقل نضوجه وهو من أهم الأسباب.. فلك جيل فكره ومفهوم وأساسيات وأسلوب كما نماذج تربوية وتعليمية نريد منها الصعود, ولدت من منطق ان الواقع يحتاج للرقي لا للتخلف والرجوع, فالعلم يريد قالبا يصهر ويبذل فيه لا يتجمد كالصقيع.. فهو غذاء الروح والعقل, إلا اننا جعلناه كالروتين, حتى النظريات والتجارب لم نرها عيانا بل مجرد كلمات ومحض أوراق!!
فنحن نود ان نتبلور مع الأحداث.. نجدد ما في الكتب نستشعر العقبات.. حتى نبني جيلا صاعدا يعيش الواقع بحذاقة علماء وأدب شعراء.. يطمح للأعالي لا للحضيض البالي. بثينة النشوان ـــ الاحساء
