تظهر بين الآونة والأخرى بعض الأصوات المنادية بإلغاء مكافآت الطلاب الجامعيين، وهي أصوات كان يجب عليها أن تتريث قبل إطلاق هذا المقترح الذي ستكون عواقبه وخيمة لو نفذ لا قدر الله، وهذه الأصوات ينطبق عليها قول القائل (الرازق في السماء والحاسد في الأرض) لأن عوائل كثيرة تعيش على مكافآت أبنائها، ولأن طلابا كثيرين في أمس الحاجة لهذه المكافأة ولولاها لاضطروا للبحث عن عمل، وبذلك يفقد الوطن كفاءات قد تكون متميزة إذا واصلت التعليم الجامعي. وما دامت الدولة قد خصصت هذه المكافآت للطلبة والطالبات في المرحلة الجامعية.. فما المبرر للدعوة لإلغائها.. هل هؤلاء يدفعونها من جيوبهم، أم هناك دوافع تخفى علينا نحن المواطنين العاديين.
هناك من يقول ان التعليم الجامعي الليلي هو البديل للمكافآت، وهذا اقتراح غير واقعي. فإذا كان المقصود منه هو أن يعمل المحتاجون من الطلاب والطالبات في الصباح ويواصلوا دراستهم الجامعية في المساء، فأين هي فرص العمل المتاحة لكل هذا العدد الهائل من الطلبة الجامعيين؟ أما إذا كان المقصود هو استفادة سوق العمل من هذه الطاقات الشابة، فإن الخريجين أولى ومرة أخرى أين هي فرص العمل المتاحة للخريجين، الذين بدأ معظمهم يرضى بوظائف أقل بكثير من طموحاته التي تتناسب مع دراسته الجامعية.
إلغاء مكافآت الطلاب والطالبات في المرحلة الجامعية لا يعتمد على أي أساس وجيه، لا من وجهة نظر تربوية، ولا اقتصادية ولا شيء آخر. إذا أخذنا بعين الاعتبار ما تعنيه هذه المكافآت من ضرورة ملحة ليس للطلاب والطالبات فقط، بل ولأولياء الأمور أيضا، والأولى المطالبة بزيادتها وصرفها بانتظام، أي دون تأخير لعدة شهور.
وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.