عاود الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الحوار المباشر مع القيادة الفلسطينية فأجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وأكد له دعمه لتطبيق خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول العام 2005، وشدد على ضرورة مكافحة الارهاب مشيرا الى عمليات المقاومة الفلسطينية.
وكان بوش قطع اتصالاته مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات منذ قضية سفينة الأسلحة (كارين ايه) في مطلع العام 2002، غير أن الوضع تبدل مع تعيين محمود عباس رئيسا للوزراء في نهاية ابريل.
وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر إن الرئيس بوش يعتقد ان أبا مازن يدرك ان مستقبل الشعب الفلسطيني وصحته ورفاهيته تتوقف على العزم على مواجهة اولئك الذين يستخدمون العنف ويسعون لتقويض عملية السلام ـ على حد قوله ـ.
واضاف أن أبا مازن قال للرئيس انه متمسك بعملية الاصلاحات وبالسلام ويريد وضع حد لاعمال الارهاب.
وقال فلايشر انه خلال المكالمة مع أبي مازن، اشار الرئيس الى ضرورة قيام جميع الاطراف بمبادرات ملموسة، ودعا الى التعاون بين الدول العربية واسرائيل من اجل احلال الظروف المواتية للسلام والامن في الشرق الاوسط.
واكد بوش مجددا بحسب فلايشر استعداده لاستقبال ابي مازن في البيت الابيض، مشيرا الى انه سيذكر جميع الاطراف بما فيها اسرائيل بالمسؤوليات المترتبة عليها من اجل المساعدة على تحقيق السلام.
وكان من المقرر ان يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس بزيارة الى الولايات المتحدة يلتقي خلالها بوش، غير انه ارجأ هذه الزيارة على اثر موجة العمليات الفدائية هذا الأسبوع.
وافاد فلايشر ان بوش تلقى اتصالا هاتفيا أمس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون وقال بوش لشارون إنه يفهم الاسباب التي حالت دون توجهه الى الولايات المتحدة هذا المساء لعقد لقائهما المقرر وانه يأمل في تحديد موعد جديد لهذا اللقاء. واكد بوش مجددا خلال مكالمتيه مع ابو مازن وشارون انه يدعم خارطة الطريق التي وضعتها الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وسلمت في نهاية ابريل الى الطرفين ولم تقبل بها اسرائيل.
وعمد بوش الى استئناف الحوار مع السلطة الفلسطينية بعد حوالي عام على مطالبته بتنحي عرفات من منصبه خلال قمة رؤساء دول مجموعة الثماني في كلغاري (كندا).
وتحدث فلايشر خلال مؤتمر صحافي عن عهد جديد في العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا الى ان وقف العمليات الفدائية هو شرط لحلول هذا العهد.
وهاجم فلايشر مجددا الرئيس الفلسطيني، مشيرا الى ان بوش استخلص ان اللقاءات مع عرفات غير مجدية في دفع عملية السلام.
ومساء الاثنين اصدر عباس قرارات عدة لتفعيل وزارة الداخلية واستبدال مسؤولين عينهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، من اهمها تعيين مدير عام للدفاع المدني ومدير عام للشرطة الفلسطينية. لكن السيطرة على الاجهزة الامنية تبدو عملية طويلة كما ان اللجوء الى القوة مستبعد. وتساءل المحلل الفلسطيني علي الجرباوي: لماذا سيقوم بذلك، ولأي غاية؟ مضيفا ليس مضطرا للقيام باي شيء اذا لم يقبل الاسرائيليون خارطة الطريق. ويسود انزعاج لدى الفلسطينيين بفعل ان الأمريكيين والاسرائيليين يطالبون عباس بالبدء في تطبيق خارطة الطريق عبر وقف الانتفاضة فيما لم توافق عليها اسرائيل بعد. لكن الجرباوي يقر ايضا بان امام عباس القليل من الوقت لتجنب فشل مهمته. وقال لديه مهلة قصيرة جدا لبناء مصداقية حكومته لدى الفلسطينيين لا تتعدى الشهرين. وينتظر الفلسطينيون منه تحسين حياتهم اليومية اي خصوصا رفع الحصار وحظر التجول الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي، ما حول حياتهم الى جحيم، لكن ذلك رهن بنوايا شارون الذي اكد انه لن يقوم بشيء في هذا المجال طالما ان عباس لم يبدأ في مكافحة الارهاب. وبالتالي انها حلقة مفرغة لم يتمكن احد من كسرها ويمكن ان تؤدي فعلا الى فشل سريع لمحمود عباس ولخارطة الطريق.