من اهم المهمات التناصح والتوجيه الى الخير والتواصي بالحق والصبر عليه, والتحذير مما يغضب الله عز وجل, واسأله عز وجل ان يصلح قلوبنا واعمالنا وسائر المسلمين, وان يمنحنا الفقه في دينه, والثبات عليه, وان ينصر دينه ويعلي كلمته, وان يصلح جميع ولاة امور المسلمين, ويوفقهم لكل خير, ويصلح لهم البطانة, ويعينهم على كل ما فيه صلاح العباد والبلاد, ويشرح صدورهم لتحكيم شريعته, والاستقامة عليها انه ولي ذلك والقادر عليه.
ان موضوع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم, جدير بالعناية, لان في تحقيقه مصلحة الامة ونجاتها, وفي اهماله الخطر العظيم والفساد الكبير.
وقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم منزلته في الاسلام, وانها منزلة عظيمة, وفي بعض الآيات قدمه على الايمان, الذي هو اصل الدين واساس الاسلام, كما في قوله تعالى: (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران 110.
وهذا يدل على عظم شأن هذا الواجب, وما يترتب عليه من المصالح العظيمة العامة, ولاسيما في هذا العصر, فان حاجة المسلمين وضرورتهم الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شديدة, لظهور المعاصي, وانتشار الشرك والبدع في غالب المعمورة.
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر موجود في الامم السابقة, بعث الله به الرسل, وانزل به الكتب. واصل المعروف توحيد الله, واصل المنكر الشرك بالله.
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع عظيم من فروع الدين الاسلامي, وهو من الواجبات والركائز الاساسية لصلاح الفرد والمجتمع فاذا فقد عم الفساد وانعدم الامن في ارجاء البلاد وقد ذم الله اقواما لتركهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل استوجبوا لذلك اللعن والطرد من رحمة الله واحد الشواهد على ذلك قول الله عز وجل في كتابه الكريم (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون, كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) سورة المائدة آية 78.
واي مجتمع حضاري فانه بحاجة ماسة الى انظمة اصلاحية في كافة مجالاته, وعلى رأس هذه الانظمة النظام الخاص برعاية الآداب والاخلاق.
ولا يخلو مجتمع من المجتمعات من انظمة امنية تحميه من الاخطار.
ومن اهم المميزات للمجتمعات الاسلامية وخاصة مجتمعنا ولله الحمد وجود هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, ورعاية الدولة لهذا الجهاز الحساس.
ولو ذهبنا نعدد الفوائد العظيمة للهيئات في بلادنا المملكة العربية السعودية لطال بنا المقام, واقل ما يوصف به هذا النظام انه صمام الامان لهذا المجتمع.
وان كان هناك من ينادي من اعداء الامة الاسلامية من ضرورة حل هذا الجهاز وقد فرح بهذا من يحمل العداء والكراهية للهيئة لاسباب اخلاقية او عقائدية.
وان التصرفات والاخطاء الفردية لبعض رجال الهيئة او المتطوعين لا تعطي انطباعا للحكم العام على الجهاز كاملا. ولو اخذنا بهذا المبدأ لما سلمت الاجهزة الحكومية جميعها.
فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر به ينجو المجتمع, ومخاطر غيابه يكون سببا للدمار والهلاك, فماذا تريدون. النجاة ام الغرق.
ولما لهذا الجهاز من دور مهم فانه من الممكن تطويره بما يجعله مواكبا للعصر وما فيه من تراجع في القيم والاخلاق.
كأن يتم تزويد الهيئة بالعناصر الشبابية المؤهلة علميا وتدريبيا لكي يكون لديهم القدرة على فهم مشاكل العصر بالاضافة الى تعليم اعضاء الهيئة فن التحقيق المتطور وتزويدهم بالوسائل الحديثة وتوثيق التعاون مع بقية الاجهزة الامنية الاخرى.
واسأل الله باسمائه الحسنى, وصفاته العلا ان يوفقنا وجميع المسلمين للعلم النافع, والعمل الصالح, وان يمنحنا الفقه في دينه, والثبات عليه, وان يرزقنا جميعا القيام بهذا الواجب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده نبينا محمد وعلى آله واصحابه ومن تبعهم باحسان.
أحمد بن عبدالله السويدي المشرف العام على شبكة الدعوة السلفية