أخبار متعلقة
خرج القادسية من مسابقة الدوري، ولكن لم تخرج المتعة من اذهان الجماهير لفن وروعة هذا الفريق طيلة مباريات الموسم.. انه الحصان الاسود، والفارس الذي وقع في الوقت القاتل امام الاهلي.. في الثواني الاخيرة من المباراة الماراثونية.. وفي الثواني الاولى من الوقت الزائد الذي احتسبه حكم المباراة الدولي معجب الدوسري للشوط الاضافي الثاني..
@@ للقادسية عشق وفن وتعاطف.. عشق من لاعبيه لفريقهم، وفن من مدربهم العجلاني داخل المستطيل الاخضر، حيث الكرة الجماعية السهلة، وتعاطف من جماهيرالاندية مع هذا الفريق.. انه يستحق كل ذلك، لانه لم يعترف بانه فريق صغير قادم من دوري الدرجة الاولى، بل صنف نفسه من الكبار وكان له ما اراد.
@@ قصة القادسية لن تنتهي بالحصول على البرونز هذا الموسم، فهي بالتأكيد ستستمر، لان مقومات النجاح موجودة في هذا الفريق، الذي كان شعاره الطموح. فقط القادسية بحاجة ماسة الى لاعبين اجانب يرجحون كفته في المباريات الحاسمة، كما هو الحال في الفرق الكبيرة.
خروج الابطال
مباراة الاهلي والقادسية امس الاول قبل النهائية في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين كانت متعة للنظر تابعها ملايين من البشر عبر الفضائيات في كافة انحاء العالم. وخرجت طافحة بالاثارة والمتعة والندية وشدة التنافس واحتباس الانفاس من بدايتها حتى اللحظة الاخيرة من الوقت الاضافي الثاني.
المباراة حملت في طياتها مفارقات عجيبة واخطاء قاتلة من الطرفين ولهذا جاءت البداية درامية مؤلمة للاهلي الذي كان يلعب على ارضه وبين جماهيره العريضة.. ودرامية واشد ايلاما لفريق القادسية الذي بقي متقدما بهدفين نظيفين حتى منتصف الشوط الثاني لكنه تراخى نسبيا بسبب اخطاء التبديل من ناحية واستنفاد حقه في التبديل ليكمل الشوطين الاضافيين بلاعبين مصابين احدهما وقف يتفرج والثاني تحامل على نفسه وهو يعرج. وهنا اتساءل كما يتساءل الكثيرون اولا: ما دام اصيب المهاجم صالح السرحاني بعد عشر دقائق من بداية المباراة لماذا تم الاسراع باستبدال البديلين المتبقيين.
الظهير الايسر
ثانيا: مشكلة الظهير الايسر في فريق القادسية منذ بداية الموسم لم يوضع لها الحل المناسب فكانت ومازالت الثغرة الواضحة في الفريق ومنها (نفد) هجوم الاهلي واستطاع ان يربك ويرهق لاعبي القادسية وحارسه.
هذه الثغرة كان المدير الفني لفريق القادسية قد اعترف بها منذ مدة طويلة وعبر الميدان لكنه لم يجد لها الحل الجذري بل كنا نلمس عمليات ترقيع مرة باشراك بشير السويدي واخرى باشراك احمد الرويعي ولاعبين آخرين.
اخراج القنبر
ثالثا: لقد قام المهاجم المخضرم صالح القنبر بدور مؤثر في خط المقدمة واستطاع بتحركاته وتمريراته تفكيك دفاع الاهلي وكشفه واحراجه كما انه صنع الهدف الاول للقادسية عندما وضع الكرة على طبق من ذهب امام الودعاني المنطلق والامر المحير هنا ان يتم استبداله بلاعب لم يقدم ولم يؤخر.
الزنقة
رابعا: ونأتي هنا الى الامر الجوهري لماذا لم يحتفظ المدير الفني لفريق القادسية بتبديل واحد (لوقت الزنقة) وبعد استنفاد حقه في التبديل ماذا سيكون وضع الفريق فيما لو تعرض حارس المرمى الى الاصابة وعدم تمكنه من اكمال المباراة... صحيح ان الفريق لعب الوقتين الاضافيين بتسعة لاعبين فعليين ولاعبين شكليين احدهما مصاب وقف يتفرج والثاني تحامل على نفسه وهو يعرج.
الاجانب:
خامسا: اجانب القادسية لم يكونوا بالمستوى المطلوب واستطاع ابناء القادسية جميعهم ان يتفوقوا عليهم لعبا وروحا واداء.. انظروا ماذا فعل الثلاثي الاجنبي لفريق الاهلي. محمد بركات كان شعلة في الملعب ونجم المباراة بلا منازع وبوشعيب لمباركي بعد نزوله قلب فريق الاهلي رأسا على عقب.. وسجل هدفا وصنع الاخر.. اما خالد بدرة فكان قلعة منيعة للصمود والتصدي.
والواقع انني عندما انتقد اخطاء القادسية ليس من نابع التجريح وانما من شدة الحرص على فريق اعطى كأحسن ما يكون العطاء في هذا الموسم وكان بحق حصان الدوري الاسود.. ورغم خروجه المشرف بالهدف الذهبي وفي الرمق الاخير الا انه استحق الاعجاب والتقدير.. وخطف الاضواء وكان بحق الفريق الاول في الدوري الذي يلعب من اجل المتعة والاداء الراقي المنظم.. ولا شك ان خسارة القادسية امس الاول لم تقلل من روح لاعبيه ونتائجه وعطاءاته وابداعاته التي نثرها في ملاعب المملكة خلال الموسم الحالي.
برافو عجلاني
ولابد ان نعترف لان الامانة تقتضي منا ان نقول: ان المدير الفني لفريق القادسية احمد العجلاني التونسي اعطى وتفانى وكان دوره واضحا ولمساته وبصماته مميزة في الاداء الجماعي واللعب المنظم للفريق كما ان العجلاني ابدع في رفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين الامر الذي جعل فريق القادسية من افضل فرق الدوري السعودي تميزا في اللياقة البدنية.. ولا ننسى ان المدرب العجلاني حقق للقادسية مالم يحققه المدربون الخواجات الذين سبقوه..
صحيح ان العجلاني خانته بعض الحسابات في مباراة الاهلي امس الاول نظرا لحساسية المباراة واهميتها وموقف الفريقين الا ان هذا لا يقلل من عطاءات ومجهودات هذا المدرب العربي القدير الذي اعطى وابدع وابهر وكان بحق نجم نجوم المدربين هذا الموسم.
الاجانب مشكلة
سبق وان قال رئيس هيئة اعضاء الشرف بنادي القادسية وفي حواره المطول مع (الميدان) ان نحن احضرنا لاعبين اجانب عرضناهم على المدير الفني العجلاني فاختار منهم ماركوس، ونحن لا نستطيع فرض اي لاعب اجنبي الا بموافقة المدرب، وقلنا ان هناك اجانب محترفين في ذهن اي مسؤول يريد ان يجلبهم لناديه، ولكن قد تكون المادة حال دون ذلك. ومعنى كلام الزامل في الكلمات الاخيرة ان هناك لاعبين يود القادسية جلبهم الا ان المادة في بعض الاحيان تقف دون تحقيق ذلك الهدف ومن هنا نقول ان دعم اعضاء الشرف للقادسية في الموسم المقبل ضروري من اجل المنافسة الجادة.. خاصة ان اللاعبين الاجانب هم من يرجحون كفة الفرق الكبيرة. والعكس صحيح بالنسبة للقدساويين، حيث ان اللاعبين المحليين هم من يرجحون كفة الفريق، ويبقى دور اللاعب الاجنبي في القادسية مجرد دور تكميلي وليس دورا رئيسيا.
ويتساءل البعض لو ان القادسية لديه اجانب مثل ثلاثي النصر البوليفي سيزار والانجولي بوسكاب والاكوادوري تينوريو ماذا سيفعل الفريق او ان للقادسية مثل الثلاثي العربي التونسي خالد بدرة والمغربي ابو شعيب المباركي والمصري محمد بركات.. ماذا سيكون مصير القادسية في المسابقات المحلية؟ بالتأكيد الجواب سيكون بطولات والقابا.
وهنا لابد ان نوجه رسالة لوجهاء مدينة الخبر واعضاء الشرف بان ميزانية اللاعبين الاجانب تحتاج الى اموال طائلة وان الفوز بالالقاب والبطولات لايأتي بالاماني والامال وانما يأتي بالعمل الجاد وايضا ببذل المال.. فالمال سلاح فتاك يوصل الى منصات التتويج فقط تذكروا لو ان القادسية يملك ثلاثي الاهلي او ثلاثي النصر ماذا سيفعل مع المجموعة الكبيرة من النجوم.
نجوم الخبر على نفس منوال نجوم الدمام
من يقرأ سيناريو كوكبة النجوم في الفرقة القدساوية هذا الموسم يدرك ان المجموعة هي ذاتها التي كانت تلعب للاتفاق من حيث الشكل والمضمون مع اختلاف الاسماء في مطلع الثمانينات من القرن الماضي فسعدون حمود وعمر باخشوين ومروان الشيحة وايضا سلمان النمشان والدبيخي وغيرهم هم نفسهم الذين يلعبون حاليا في القادسية مع تغيير الاسماء الى الودعاني والقحطاني وحكمي والعويض والهداف وغيرهم..
مايحدث للقادسية هذا الموسم يذكر الجمهور الشرقاوي بالصولات والجولات لفريق الاتفاق في حقبة الثمانينات ويجب ان يذكر لاعبو القادسية ان الفرصة لم تفوتهم بعد والموسم القادم يجب ان يكون الطموح نحو تحقيق الالقاب فالفريق قد وضع يده على الخيط الذي يوصل لمنصات التتويج.
مستوى ثابت
ويحق للقادسية ان يفخر هذا الموسم بما قدمه من اداء ونتائج وايضا مراكز متقدمة في كل البطولات التي خاضها.. لاسيما ان الطموح والهدف لم يكن واضح الرؤية بداية الموسم وان كان واضحا فهو البقاء وعدم العودة مرة اخرى لدوري الدرجة الاولى الا ان مثل هذا الطموح تبدل مع بداية الدور الثاني لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين حيث بدأ الهدف يتغير حيث بدأ التركيز على التأهل للمربع الذهبي وايضا المنافسة على لقب كأس سمو ولي العهد لان الفريق اظهر مهارة كبيرة في الاداء والطموح وايضا شعور الجميع بقدرة الفريق على التنافس على الالقاب هذا الموسم.
القادسية فريق قدم الكثير من المستويات الرائعة امام الفرق الكبيرة بل انه قدم المهارة والكرة الجماعية وايضا الحرفنة التي تؤكد للجميع ان هذا الفريق قد يجد له طريقا للالقاب في المواسم المقبلة.
تقديم اكثر من لاعب للاخضر
وكدلالة واضحة على ان القادسية فريق الموسم العدد الذي تم اختياره من الفريق للمنتخب السعودي الاول حيث قدم اكثر من لاعب سيكون لهم شأن كبير مع الكرة السعودية فبدأ الاختيار باللاعبين سعود كريري وياسر القحطاني ثم سعيد الودعاني واخيرا زكريا الهداف وفي الطريق لاعب المنتخب الاولمبي عبده حكمي والحارس هاني العويض فالقادسية اصبح فريقا مليئا بالنجوم والاميز ان هؤلاء النجوم اجادوا اللعب الجماعي دون ان يكون احدهم على الاخر (سوبر) بل الجميع كان يؤدي دور (السوبر) بدون ضجيج.
سياسة الخطف
واهم ماينبغي عمله للتحضير للموسم القادم ان تستمر سياسة البحث والتنقيب عن مواهب الثانية واندية الظل فهذه السياسة القدساوية هي التي جلبت للفريق نجوما امثال صالح السرحاني وصالح القنبر وزكريا الهداف وهاني العويض وغيرهم والاهم من ذلك كله ان تدرس مناطق الضعف في المراكز خاصة مركز الظهير الايسر حتى يتسنى لاي مدرب قادم ان يدخل في اية بطولة وهو مطمئن خاصة اذا عرفنا ان مركز الظهير الايسر هو الذي اخرج القدساويين في مباراة الاهلي. والقادسية كما هو معروف استفاد كثيرا من هؤلاء المواهب والمضي قدما في هذا الاتجاه هو اهم سياسة يجب ان تتبعها ادارة القادسية او بالاحرى المهندس احمد الزامل (المحترف) في هذا المضمار والاهم من ذلك كله ان يؤمن القدساويون كما يؤمن الزامل بان هذه الطريقة هي الطريقة الاكثر نجاحا في القادسية.
دور مهم وحيوي
وحتى لايبخس حق ابناء الوطن فيجب ان نشدد على ان الدور الكبير الذي يقوم به ابناء النادي مدربو الفئات السنية خالد مبارك وحمد الدوسري اللذان عملا الشيء الكثير في تخريج المواهب من درجتي الشباب والناشئين وابناء النادي الدوسري والمبارك لهما بصمات واضحة في هذا المجال ولهما رؤية واضحة في ايصال اللاعب الناشئ الى الفريق الاول لكرة القدم.
هذا الدور الحيوي والمهم الذي يقوم به هذا الثنائي يجب تعزيزه واعطاء امكانيات اكبر له حتى تكون الفائدة اعم واشمل في السنوات القادمة وحتى يسير القادسية باسلوب نموذجي في تحضير فريق كبير وشامل للمنافسات الجديدة لان الوصول الى القمة سهل ولكن الاستمرار هو الصعب والقادسية يواجه في الموسم المقبل مصيرا مجهولا وغامضا فاما التأكيد على ان الفريق هو فريق بطولات وصعود منصات واما التسليم بأن ماحدث هذا الموسم لايعد كونه فقاعة صابون سبق وان عملتها فرق اخرى هبطت هذا الموسم لدوري الدرجة الاولى مثل فريق النجمة الذي وصل الى المربع الذهبي في احدى السنوات الماضية.
ولعل الموسم المقبل هو من اخطر المواسم التي سيمر بها القادسية للاسباب المذكورة انفا.. ومن هنا فان باب التحدي يجب الا يغفل عند جميع القدساويين لان نتائج الموسم القادم هي التي ستحدد هوية الفريق للمواسم القادمة.
تجديد العقود
واخطر مايواجه الفريق القدساوي هو تجديد عقود لاعبيه في المرحلة القادمة فاما ان يكون هناك احتضان لبعض النجوم امثال زكريا الهداف الذي سينتهي عقده بعد شهر تقريبا واما ان يفتح باب الانتقالات ويكون مصير القادسية الموسم المقبل اكثر تهديدا وحتى الان هناك تضارب كبير في الاراء حول توقيع بعض نجوم الفريق لاربع سنوات والبعض يؤكد ان الكثير من النجوم تنتهي عقودهم خلال الاشهر القادمة وفي كل الاحوال فان القادسية سبق وان انتقل من صفوفه العديد من اللاعبين امثال حسين الصادق للاتحاد وفوزي الشهري للاهلي وزيد المولد للشباب وهذا جانب مهم ينبغي على القدساويين ان يلتفتوا اليه حتى لايخسروا مثل هؤلاء النجوم في المرحلة القادمة.
الدموع لا تعني انطفاء الشموع
قدم فريق القادسية في مباراته امام الاهلي لتحديد الطرف الثاني في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مستوى راقيا احرج من خلاله فريق الاهلي كثيرا وكان نجوم القادسية في تلك المباراة شموعا مضيئة وحرثوا الملعب طولا وعرضا وخطفوا نجومية المباراة بكفاحهم وروحهم القتالية والدموع التي ذرفها اكثر من نجم قدساوي عقب نهاية المباراة والتي جاءت كتعبير عن الحزن والالم على عدم التأهل للمباراة النهائية لا تعني البتة ان ضوء الشموع قد انطفأ لاسيما وان القادسية بما قدمه من مستوى في الموسم الحالي موعود بمزيد من التألق والابداع في الموسم القادم.
تحية خاصة للاعبين
صفق الجمهور الرياضي بحرارة شديدة لفريق القادسية على ماقدمه من مستوى رائع في الموسم الرياضي لعام 1423هـ والذي توجه بالتأهل للمربع الذهبي ثم بلوغه الدور قبل النهائي لبطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وخسارته بشرف لمباراته امام الاهلي صاحب الخبرة العريضة..
ودون ادنى شك فان وصول فريق القادسية الى هذه المرحلة يعتبر انجازا كبيرا لاسيما وانه حقق ماعجزت عنه العديد من الفرق التي تملك الامكانيات التي تفوق امكانيات القادسية..
برافو نجوم القادسية.. برافو لمدرب الحصان الاسود ولجميع القدساويين. نقول القادم اجمل باذن الله..
من لقاء القادسية والاهلي
اثارة في لقاء جدة بين الاهلي والقادسية