زمرة من الأطفال دون العاشرة من العمر انشغلوا قليلا بالحديث عن المستقبل فأخذ كل واحد منهم يتحدث عن الصورة التي يراها لنفسه بعد سنوات فقال أحدهم سأكون لاعب كرة مشهورا فسخر منه كبيرهم قائلا: إذا تنكسر رجلك!! وعلى الفور استبدل ذاك حلمه بآخر وقال سأكون طيارا وعاد الكبير يسخر منه ويقول: تسقط بك الطائرة وتموت!! فأسرع الثاني لالتقاط صورة جديدة وكأنه وجدها أكثر أمانا له وقوة فقال سأكون ضابطا وهو يعتقد انه لن يسمع من اصحابه ما يبث الخوف في نفسه من هذه الوظيفة التي تقدم الحماية للآخرين قبل النفس ولكن الكبير فاجأه قائلا: إذا يطلقون عليك الرصاص!!
فتململ صائد الاحلام وانهى الحديث خوفا من الا يجد الوظيفة التي يطمح اليها امام تلك النظرة السلبية التي لا ترى الا المساوى وهي موجودة بالفعل في كل خطوة تخطوها جنبا الى جنب مع النظرة الايجابية ولكن نحن من يختار ونحن من يملك القدرة على مسايرة هذه او تلك ولكننا نغفل في كثير من الاحيان وتسيرنا نظرية المؤامرة وتتحكم في اقوالنا وافعالنا فالحظ يتآمر ضدنا والاشخاص من حولنا يفعلون كل ما بوسعهم لاحباطنا وكل هذا حتى نجد لأنفسنا العذر في الاستسلام والخنوع والاتكاء على الحجج الواهية ولا نحاول ان نبقي على النظرة المتفائلة التي تبرق للحظات في هواجسنا بل ننظر اليها وكأنها مما لا يعقل ولا يقبل هذا مع ان النفس البشرية تواقة للجمال راغبة دائما في الاستزادة منه ولكن ما نبحث عنه ونسعى اليه هو الجمال الخارجي فقط اما ان نعمل على تجميل النفس فهذا امر يصعب على الكثيرين، ومن اجمل الافكار التي تعين الفرد على بدء تعود صنع ذلك الجمال في نفسه هو ما قاله (بريان تراسي):(كن موسوسا عكسيا، اي شخصا يعتقد ان الكون يتآمر ليفعل له الخير) ليس الأمر سهلا ولكنه مستطاع بالتدريب المستمر والمحاولات المتتابعة التي لا يخترقها قول عاجز مثل:(بلا ايجابية بلا خرابيط) فالدهر يومان يوم عليك ويوم لك، نعم، هذه حقيقة ولكن البحث في اليوم الذي علينا عن حكمة ماوراء تلك الصعاب التي تواجهنا فيه ستأخذ بيدنا الى الراحة قال تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فكم من مرة كان ظاهر الحدث شرا مستطيرا وباطنه خيرا عميما علينا فقط ألا ننسى هذا ونحاول.. ونحاول.. ونحاول...